ناءٍ عَنِ الدّارِ
للنّهارِ الذي لاتكون به شَمْسُكَ أفـُقـي الملوّنَ بالشّعرِ؛ وماأطولهُ هذا النّهار..!
غافٍ على حَجَرٍ في هدأةِ الأرقِ = سِيانِ أنْ ذّبُلّتْ عينايَ في الغَسَقِ
أو بلّـلَ المطرُ الأحلامَ في رَحِلي= عندَ التماعِ النّدى جرحاً على حَدَقي
كلّ الدّروبِ لها أنشودةٌ وسنا = إلا دروبي بدتْ ملتاعةَ الشّفَقِ
فكم أويتُ إلى صمتي أسامرُهُ =وكم سَكَبْتُ على ظلي من الحَنَقِ
ناءٍ عن الدّارِ سلطانا أعاتبه = بجمرِ دمعٍ على الأيامِ ِمندلقِ
فكيفَ بي لو مضتْ ريحُ النّوى قُدُما = تقتاتني وأنا أقتاتُ من رَمَقي
أأصمتُ الدّهرَ والأمطارُ تشرَبُني = ويُنْبُتُ العشبُ أحزاني على طبقي؟
ففي عيوني عصافيرٌ مكبلةٌ = وفي خطاكَ مواعيدٌ من الورقِ
وذي أنا في رحابِ الفجرِ سنبلة ٌ = تمايسُ الرّيحَ والأنوارُ لم تفِقِ
مرّ النّهارُ وعيناك اخضرارُ ندى = أو جدب قلب إلى لقياكَ محترقِ
تضَرّجَتْ بانتظاري ألف مَحرَقةٍ = من الغيابِ الذي يغفو على طُرُقي
منَ الرّحيلِ الذي قد عاثَ في سُحُبٍ =يأوي لها مدمعي المبتلّ بالأرق ِ
ياشاعر َ الوجدِ كم ليلٍ أعانِدُهُ =تاقتْ إليك أزاهيري ولم تَتُقِ
أدمنتُ صوتَكَ يدنيني ويبعدني = وكبّلتْ مُدُني في كفِّكَ العبِقِ
آمنتُ أنّ نِبالَ الشّوق ِ تذبحني = فجيء بالصّبر معقودا على أفقي