منتديات نبع العواطف الأدبية - عرض مشاركة واحدة - ديوان الشاعر/ الأخضر بركة
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2012, 03:43 PM   رقم المشاركة : 10
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ الأخضر بركة

حمّام
مهرجان الجسدْ
وحده الماءُ ينطقُ،
يرفضّ من قبّة السقفِ، من بَشْرَةِ الجلدِ،
من حائط الحجر الصلدِ، من زخرفات البلاط المُدوَّرِ،
يهطلُ من فوّهاتِ الأنابيب،أو.....
يتفصّد من كِيمياءِ الغددْ
.............................
جسومٌ ذكوريّة الطيفِ تقعي
على الأرض ،
تجلس في وسطٍ فوق مُرتفعٍ دائريٍّ،
تغيبُ..
وتحضر ما بين بابين بينهما ظلمةٌ،
تتمدّد أو تنحني في بخار السخونةِ،
شيءٌ من السُكْرِ يعرو خرائطَ من عصبٍ وشعيراتِ،
هذا الغيابُ/التعرّي الضروريُّ أو
ربّما ..
هي كينونة اللحمِ تسترجع البَدْءَ،
شيءٌ هنا يتذكّره وحده الجسدُ البحتُ،
شيءٌ تمارسُهُ الذاتُ مع ذاتها صامتة
ليس تنظر إلاّ
إلى واجبات صيانةِ قوقعةِ الطينِ،
لا تتحرّكُ إلاّ الأياديَ والأذرعُ المستطيلةُ تصقلُ جِلْدَ الوجودِ،..
كأنْ..
رغبةٌ شبهُ صوفيّةٍ هِيَ.. في الاشتغال بعضويّة المحوِ،
بعض الجسوم..
تفضّل أن تتعاطىمع الماء مخفيّةً
في الظلام المجاورِ،
..............................................
حتّى الطفولةُ
حاضرةٌ هيَ،
مدهوشةٌ
تتأرجحُ تحت رعاية عادات أيدي الكهولةِ:
لا ينبغي الانزياحُ عن النيّةِ الظاهريّةِ،
لا ينبغي الانزلاقُ إلى شهوات التخيّلِ،
لا ينبغي الاقترابُ من العتمات
سوى بيدٍ تتوضّأُ.
................................................
هندسةُ اللحمِ قد تتعدّدُ فيها القراءاتُ:
ما وشمتْهُ التجاربُ،
ما خطّهُ الزمنُ الوعرُ،
ما امتصّه عطشُ الرّغبةِ الصامتُ الصاخّ،
ما كسرتْهُ رياحُ حياةٍ فجائيّةٌ،
ما سرقته المناقيرُ من عِنَبِ الصِحَّةِ الصُلْبِ،
ما أَهْدَرَتْهُ الترائبُ من مَاءِها
في المتاهِ المؤنّثِ،
ما فَضَحَتْهُ المحكّاتُ والدَعْكُ من خَوَرٍ في العظام
ما تبقّى من العمرِ في آه شيخوخةٍ...تتدثّرُ،
ما تستعدّ له هُورمناتُ الفحولةِ من وطر اللّيلِ،
ما..حملتْ رُكَبٌ هشّةٌمن كُرُوشِ الفخامةِ،
ما قوّستْهُ المعيشةُ من أضلعٍ الكهلِ، ما..
يتقتّر من نعمةٍ في المعدّةِ، أو
ما يغصّ به الشِدْقُ من بَذَخٍ أَحْمرِ.
.................................................
وحده خادمٌ
يتنقّلُ من بدنٍ
نحو آخرَ، من حجرةٍ
نحو أخرى.
بحريّةٍ،
أو بداعٍ من الحرفة الخاصّ،
يقتات من حاجةِ الآخرين إلى جسدٍ آخرٍ
لاحتواء الجسد
.................................................
مناخان اثنان بينهما البابُ لا يبغيان
خشبٌ أسودٌ بالرطوبة منتفخٌ، كلّما دفعته يدٌ قسمته لبِضْعَ ثوانٍ،
له باطن من بخار،
وله
ظاهرُ الاستراحةِ في قاعةٍِ .
..............................
يستعيدُهنا اللحمُ هِندامهُ
مفرداتِ الظهورِ،
وعاداتِهِ الخارجيّةَ،
أشياءَهُ:
قطعةً قطعةً
يتوارى على مهلٍ
في ملابسَ،
يدفع مصروفَ حمّامهِ
ثمّ ينصرفُ.
05/12/
2007













التوقيع