خوفًا يصيرُ الوقتُ إنسانَ المدى
ليلٌ وأغنيةٌ صداها في ضلوعي =والآهُ تَنهَلُ من سُكوني، من خُشوعي
والذّكرَياتُ مَضَت تُسافِرُ في دَمي =هي رِحلَتي، ولها نصيبٌ من دُموعي
صمتي نشيدُ الوَقتِ أغنِيَةُ المدى =بي يَستَريحُ، لدَيهِ ينساني رَبيعي
يَغتالُني لَيلي وأسكُنُ لونَهُ =فَيَصيرُني... وأبيتُ تنزِفُني شُموعي
واهًا لقلبي كم كَتَمتُ نشيجَهُ=ومَضَيتُ يُنسيني الشَّقا شوقًا رُجوعي
والدّربُ يأخُذُني لأنفاسِ المَدى=لأصافحَ الدّنيا وأمنَحَها وُلوعي
عمري الضِّياءُ ونَهضَتي أيقونَني =والفَجرُ مشكاةُ الرّؤى مَرقى سُطوعي
في كلِّ سُنبُلَةٍ زَرَعتُ نَضارَتي =سهمًا رمَيتُ بعَهدِهِ خوفي وجوعي
الصمتُ يطلُبُني عيونًا مَلَّها =ليلٌ تشَرَّبَني لينهَضَ بي صَقيعي
فمضيتُ أقتاتُ الرّجا لعناصِري =لتصيرَني، ويصيرَ إنساني شفيعي
والآهُ ترحَلُ يَعتَريني رَجفُها =فأفرُّ من وَجَعٍ تمرَّدَ في صُدوعي
ويخافُني صوتي كأنّي كُنهُهُ =خوفي صدى زَمَنٍ يُقزِّمُهُ خُضوعي
يا غربة الأشواق في لون النّوى =إذ يرتجيني الصبرُ؛ ينساني ذيوعي
الموتُ قهرًا والتّمزُّقُ غربةً =عمري، ولونُ الأفقِ؛ لا هانَت جُموعي
الدّهرُ يمضي والليالي حِصنُنا =والحلمُ تربتُنا، فأين تُرى زُروعي؟