مِنْ ذَاكِرَتِي الْمَسْروقَةِ لَيْلاً،
خُذْ إِزْميلاً وَ انْقُشْ
هَذَا الْحَجَرُ الْعَاتِي ،
يَتَكَسَّرُ بِالضَّرَبَاتِ..
هَا أَنْتَ الْيَوْمَ تُصارِعُ فِي كمَدٍ،
جُلْمودَ الصَّخْرِ النَّازِفِ،
فِي الشَّمْسِ سِراجٌ يَرْتعِشُ،
وَ زَغارِيدُ الْكَرَوانِ تَردَّتْ
كُنْتَ زَمانًا تَهْوَى شَهْدًا فِي الْعَسَلِ،
وَ نسِيمًا يَعْبُرُ فِي الْمُقَلِ..
مِن ريْحانٍ يُزْهِرُ فِي بلََدِي،
وَ الْيَوْمَ تَهيمُ غَريبًا فِي السُّحُبِ،
لا تَهْوَى ما أَهْوى،
مِنْ عِطْرٍ أَوْ عَبَقٍ
وَ رَبيعُكَ يَبْدُو مُسْتعِرًا
والنَّهْرُ الآنَ سُيولٌ فِي التُّرَبِ،
يَخْتالُ عَصِيًّا فِي كِبَرٍ،
لا يَتْرُكُ شَيْئاً فِي مَجْرَاهُ ،
وَ لاَ فِي الْمُقْتَرَبِ .
هَا أَنْتَ عَلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ
تُصارِعُ مَوْجاتِ الزَّمنِ،
لَمْ يَبْقَ سِوى أَنْ تَعْبُرَ صَحْراءَ الأَلغامِ..
وَ بَيْدَاءَ الْحَجَرِ،
مِنْ بَيْنِ بَقاياَ الأمََْواجِ المْجْنُونَةِ
وَ لاَ تَنْظُرْ لِلْوَرْدِ الذَّابلِ خَلْفَكَ..
فَسَفينَةُ نوحٍ مُبْحِرَةٌ،
وَ عَلَيْها صُفَّتْ رَايَاتُ الظَّــفَرِ..
مكناس (المغرب ) 17 – 02 - 2012