عرض مشاركة واحدة
قديم 08-24-2012, 02:28 PM   رقم المشاركة : 22
شاعر
 
الصورة الرمزية الوليد دويكات





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :الوليد دويكات غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 الحديث السابق
0 أزاهير تفوح
0 نشيد الحالمين

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: معجزة العوسج \\\كريم سمعون ...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم سمعون نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  
معجزة العوسج ..





عوسجةٌ .. تجأ العيون







- فتدمع الحجارة -

تسعى







تدميّ أشواكها جبين الأنبياء ..






بعضهم يبكي .






تاهوا جميعا .. تماهوا







أو






يؤدون دور التيه حبا بالخداع .






وهناك.. حيث قبلة صباحٍ تمرّ سريعا بشفاه ناشفة






لموتٍ بليدٍ






لا يشبه سوى الموت .






عضلات غبية






تُسكتُ تضوّرات عُصاب خوائها






بمزقة من لحافٍ مهترئ






وسماء بالية .






ثمّة قتل يموت فيه القاتل







وبعضُ عدالة.






مسمّياتٌ.. ضاقت .






حريّة حربائية تنشب قضبانها






تأسر أنصارها.






حَبِلَتْ أرحام المفاهيم






جرّاء أتيانها سفاحا







بأجنّة أضّادها ...






رسائلٌ تهمي سخطا






فتاوى إراقةٍ






طبائع تتأيّن






ليتهم خانوا الأمانة







أضاعوا الرسائل.






آه على نار، وصلبان، وذئاب، وفراعنه..






صواعق، وحيتان ، وأصنام جديدة.






باهظةٌ رسائلهم ..






ذميمة نطاف ملوك أفسدوا .






ملعونة موّرِثات دعارة تتزيّا بخلّب الطهر.






وألسنة مختونة ترطنُ بنفايات مستوردة.






ضمير يستتر وجوبا وحق خجول.






شياطين وأمساخ






ليلُ غلمان وكهنة






حفيف اللحى.. يسفر عن ظلام العجز






غايات دنيئة .






مسرح التاريخ يكتظ .. بتكرار و سخرية و هزل






متفرجون بلا حياء






كرامات مَبيعة






وتصفيق يزني بأسماع الآلهة .






كريم سمعون \\ حمص \24\11\2011

معجزة العوسج

في هذا النص يتجلى الحس الثوري عند المبدع كريم سمعون
هذا الشآمي الحر ، يلبس الكوفية الفلسطينية ويبكي فلسطين كما بكاها
الأحرار في هذه الأمة ، يكتب هنا بحزن عميق ، يكتب بمرارة لواقع يعيشه المشهد
الفلسطيني ، ربما يقول قائل : وما علاقة فلسطين في النص ...؟؟
فأقول : لقد ترك لنا الشاعر هنا دلالات تشي بمضمون الفكرة التي حلق بنا من خلالها
تعال معي وانظر لقوله :

عوسجة تجأ العيون
فتدمع الحجارة
تسعى
تدمي أشواكها جميع الأنبياء

وهنا نلمح ما فعله اليهود وقتلهم للأنبياء ، وفلسطين هي مهد الرسالات ومسرى نبينا صلى الله عليه وسلم

ثم قوله :

ثمّة قتل يموت فيه القاتل
وبعض عدالة

إشارة جلية وواضحة لنقل الصورة بجلاء وعمق

لن نخوض بالفكرة كثيرا
ولكن نعود للنص فنجد أسلوب المبدع سمعون يتجلى في رسم خطوط واضحة لطريقته البديعة في بناء النص
ونستشف أن الشاعر سمعون ينتهج طريقة خاصة في الكتابة ، حيث تدور الفكرة في رأسه ، ويتركها تتخمر جيدا في وجدانه ، ثم يحلق في المعنى ويغوص في أعماقه ، بعد ذلك يمارس طريقته في الكتابة ويكتب النص
متدفقا عذبا فيأتي بصورة جميلة متناسقة ، أي أنه كما توصلنا لا يكتب النص حالا ، بل يأخذ النص رحلة داخله قبل أن يتبلور في شكله النهائي ...

معجزة العوسج :

نص جميل مليء بالصور الغنية
ورائع في السبك والصياغة
يحمل حزنا ووجدا جاء في ثوب
غاية في الجمال ، ونجد الشاعر سمعون هنا
كما هو الحال في نصوصه الأخرى يهتم باللفظ والمعنى معا
بل ويعنى باللفظ وينتقيه بصورة متوازنة تماما مع المعنى


أسلوب فريد وشاعرية متدفقة

دمت مبدعا يا صاح

محبتي

الوليد







  رد مع اقتباس