أتذكرْ
ليلةَ أتيتُكَ
أرتَجفُ من تعب ٍ
رهيبْ
وكيف فيها صبَّ
دون توقف ٍ
مطر غضوبْ
وضَممتني
كي لا يبلِلني المطر
ضم الصغار
الى القلوب..
لعلك تَذكرْ
حين قلتَ:
ما أحلاك ِ ..
و كنتُ ناعسةً
فقفزتُ حافيةً
الى ذاك السريرْ
وغبت عني
رحت تبحث خلف البيوت
عن وطن
غصوبْ
لا بد تدري
إنما أرض الوطن
ليست هي البيت
الذي آواكَ
في عيش قريرْ
هو ليس
دموعَ ارملةٍ
وأغنيةً لأخرى
في شجن
بل إنه ..هذي القلوبْ
أيُّ شيءٍ
صرتَ تحكيه
سوى جبر الخواطرْ
ها أنذا بتُّ عجوزا
تُدركُ البلوى
وتشتمّ المخاطرْ
مازلتُ أذكر
ماقالتهُ امي ذات يوم ٍ :
يا صغاري
أينما تمضوا
فإن الجفن ناظرْ
أنا هنا بالانتظار
إنه الموتُ
الذي حلّ بأرض
قد تغذت بالمرارْ
فوقها جئتُ
وكانت دارها
خير الديارْ
تعلمتُ أخيرا
أنه ليس هناك
دفء في الحنان
العابر
ولا في طرقات
زمن غريب..!