عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-2012, 11:33 PM   رقم المشاركة : 25
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة : عواطف عبداللطيف متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ محمود عثمان



نَسْرٌ جَائِعٌ فِي بَلاطِ النَّصْرِ

اللهُ أَكْبَرُ يَا بِلادِي عَالِيَةْ =بِسَمَاءِ سَيْنَاءَ الْجَمَالِ الشَّادِيَةْ
اللهُ أَكْبَرُ من حناجر حرةٍ =تاقت لمجدٍ فِي الْعُصُوُرِ الْمَاضِيَةْ
اللهُ أَكْبَرُ بَيْنَ قَلْبٍ مُؤْمِنٍ =عَقَدَ الْعَزِيْمَةَ فِي النَّوَايَا الصَّافِيَةْ
تَهْتَزُّ تَحْتَ نِعَالِهِ أَرْضٌ وَمَا =يَهْتَزُّ تَحْتَ الْقَاذِفَاتِ الْهَاوِيَةْ
وَبِصَدْرِهِ صَوْتٌ يُفَتِّقُ جَنْبَهُ =مُتَقَدِّمًا نَحْوَ الْحُشُوُدِ الْبَاغِيَةْ:
قَسَمًا بِرَبِّي إِنَّنِي سَأُعِيِدُهَا=فِي أَرْضِ مِصْرَ كَمَا الرَّوَابِي الزَّاهِيَةْ
غَنَّاءَ تَحْكِي للِصِّغَارِ بُطُوُلَة ً=رُسِمَتْ بِعَزْمٍ وَالْبُطُوُنِ الْخَاوِيَةْ
فيها ابتسامٌ في حقولِ رفرفت=فيها فراشاتٌ بنفس راضية
نَسْرٌ يَجُوُعُ لأَجْلِ نَفْي مَذَلَّةٍ =بَيْنَ الْخَلائِقِ فِي الْعُصُوُرِ الآتِيَةْ
هَزَّ السَّمَاءَ كَأنَّهُ رَعْدٌ سَرَى =مِنْ بَيْنِ غَيْمَاتٍ عَلَيْنَا حَانِيَةْ
قذف اللهيبَ عَلَى تَدَابِيرَ العِدى=فَكَأَنَّهُمْ صَرْعَى بِنَارٍ غَاشِيَةْ
فَإِذَا بِخَطٍّ زَائِفٍ يَهْوِي وَفِي = جَنَبَاتِهِ أَشْلاءُ ظُلْمٍ جَاثِيَةْ
اللهُ كَمْ يَسَّرْتَهَا وَبَسَطتَّهَا =كَانَتْ لَنَا بَرْدًا، عَلَيْهَمْ حَامِيَةْ
لَمْ نُشْعِل ِ النَّيِرَانَ إِلا للَّذِي =حَمَلَ السِّلاحَ عَلَى بِلادِي الْغَالِيَةْ
وَاللهُ فَوْقَ الْعَرْشِ أَرْسَلَ جُنْدَهُ =مِنْ فَوْقِ سَبْعٍ لِلْجُنُوُدِ الطَّاغِيَةْ
فَكَأَنَّ كَتْفَ جُنُوُدِهِ بِكِتاَفِنَا، =يَتَزَاحَمُـوُنَ على جنانٍ عَالِيَــةْ
اللهُ يَا أَمْنَ الْقُلُوُبِ أَرَحْتَنِي =وَغَمَرْتَ رُوُحِي بِالْجِنَانِ الْغَانِيَةْ
وَأَقَمْتَ بِيْنَ جَوَانِحِي نُوُرًا وَنَصْـ=ـرًا وَافْتِخَارًا فِي الْحَيَاةِ الثَّانِيَةْ
وَأَقَمْتَ فِي صَهْيَوُنَ ذُلاً جَاثِمًا =فِي تَلِّهِمْ حَتَّى لِهَذِي الثَّانِيَةْ
وَعَلَيْكِ يَا سَيْنَاءُ تَاجَ كَرَامَةٍ =مِنْهُ الْبُلادُ عَلَى الْبَسِيِطَةِ خَالِيَةْ
يَا نَصْرَ سَيْنَاءَ الْحَبِيِبَةِ هَلْ لَنَا = نَصْرٌ لأَوْطَانٍ لِقَلْبِيَ دَانِيَةْ
نَهَبَ الْعَدُوُّ نَعِيِمَهَا وَأَذَلَّهَا = فَمِنِ السَّكِيِنَةِ وَالنَّضَارَةِ خَاوِيَةْ
يَا نَصْرُ جُدْ بِرِيَاحِ نَصْرٍ إِنَّهُمْ= فِي حَالِ بُؤْسٍ فِي حَيَاةٍ دَامِيَةْ
مِنْ بَعْدِ أَمْنٍ بُدِّلَتْ أَحْوَالُهُمْ =خَوْفاً، أَقَامَوُا فِي خِيَامٍ نَائِيَةْ
النَّصْرُ آتٍ إِنَّهُ كَالْفَجْرِ فِي =حَقْلِ الْجِهَادِ كَمَا الْوُرُوُدِ النَّادِيَةْ
وَسَنَحْتَفِي بالنصر يومًا مثلما =سيناءُ ترفلُ في ثِيَابٍ زَاهية
يَا مِصْرُ يَا أَحْلَى الْكَلام ِعَلَى فَمِي=يَا آيَة ً لِلْــوُدِّ فِــيِـــنَــــا سَارِيَةْ
أَنَا لَوْ رَحَلْتُ لَسَوْفَ تَبْقَى بَيْنَنَا =ذِكرى تُرَدِّدُهَا عِظَامِي الْبَالِيَة
أَنَا إِنْ وَهَبْتُ الرُّوُحَ فِيِكِ قَلِيِلَةٌ = هِيَ مِنْكِ أَنْتِ وَأَنْتِ فِيِهَا الْبَاقِيَةْ












التوقيع