منتديات نبع العواطف الأدبية - عرض مشاركة واحدة - ديوان الشاعر / شاكر القزويني
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-2010, 03:48 PM   رقم المشاركة : 7
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / شاكر القزويني

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاكر القزويني نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  
رحيل ..


تَذَكَّرْتُ طِفْلاً و(مَشْحُوفَ)* بالليلِ .. هَوناً يَسير وقِنْديلَ زَيْتٍ وَوَجْهاً حَزيناً وماءً أليفاً.. سُكِبْنَ إليه تَكَسّرَ دَرْباً يُريدُ الرَحيل بطَعْنَةِ (مَرْدي)* ولَيْلٌ طَويلٌ بأُفْقٍ تَلاشى.. وَراءَ سَواتِر طِينٍ وبَرْدي وذا القَصَبُ الرَطْبُ.. مرّ كَئيباً تُحَشْرِجُ فِيهِ.. قَوافِلُ ريح كَنايٍ ذَبيح تَذَكّرْتُ دَوماً فهَوراً رَقيقاً نَسى كَيفَ يَمْضي أَحَبَّ انتِظارَ احتِضارَ الأصيل بِكَفّيهِ رِفْقاً تَلَمّسَ سُهْدي يُرَقْرِقُ عِنْدَ انفِعالَ النَسيم يَحِنُّ إلى جَوْقَةٍ مِنْ طُيُورٍ يُهاجِرْنَ عِنْدَ انقِلابَ الفُصول وتَصْرَخُ في الليلِ أسْرابُها.. رَحيلٌ.. رَحيل تَخُطَّ على البَدْرِ وَشْمَ الطَريق يَذُوبُ مَعَ الضَوءِ عِنْدَ الأُفُول ويَطْبَقُ جَفْنَ الهَزيعَ الأَخير أَوانُ الرَحِيلِ.. سَرابٌ يُحاصِرَ دَرْباً طَويل وَوَحْشَةَ صَمْتٍ يُؤانِسُها جُنْدُبٌ مُتَوارٍ وَخَفْقُ جَناحٍ كَسيرٍ .. بَلِيل على صَفْحَةِ الماءِ قَدْ ظَلَّ يَهْذي يُنازِعُ إِخْفاقهَ في الرَّحيل



ــــــــــــــــــــــــــ
*مشحوف : زورق صغير ، ضيق رفيع ومدبب ، يستخدم في الأهوار جنوب العراق
*مردي : قصبة طويلة تستخدم لدفع المشحوف الى إمام من قبل قائده بغرسها بالهور

ـــــــــــــــــــــ






  رد مع اقتباس