كينونة -
ثنائيات....
-------------------------------
"إذا رميت بسهم ثم لم أعثر عليه، أطلق سهما مثله في نفس الاتجاه ، و أراقبه مراقبة أدق حتى أعرف مكان الآخر، فإذا مخاطرتي بالإثنين تؤدي إلى عثوري على الإثنين."
شكسبير (من مسرحية تاجر البندقية ).
سَقَيْتُ الرَّوابِي بِقَطْرٍ رَوَى
شِعَابًا، رَوَى رَمْلَهَا وَ الْحَجَرْ
فَما نِلْتُ إِلاَّ جَفَاءً غَوَى
وَ لاَ نِلْتُ مِنْهَا رِضًا فِي الضَّجَرْ
وَ رُمْتُ الأَعَالِي وَ دَفْقَ الْمُنَى
وَ لاَقَيْتُ صَرْحًا عَلاَ فَانْدَثرْ
وَ مَا تِهْتُ فِي سِحْرِ تِلْكَ الدُّنَى
وَ لَوْ غَرَّنِي ، مَا لَهَا مِنْ أَثَرْ
أَنَا عَازِفٌ عَرْبَداتِ الصَّدَى
بِصَوْتٍ نَشَازٍ عَلَى مُنْحَدَرْ
وَ لاَ أَرْتَجِي غَايَةً فِي الْمَدَى
وَ لاَ خَوْفَ عِنْدِي بِمَا يُقْتَدَرْ
أَنَا غَارِفٌ مِنْ مَعِينِ الْهَوَى
بِحَرْفِي أُخَطِّطُ لَوْحَ الْقَدَرْ
أُصَارِعُ مَا هَدَّني فِي النَّوَى
أُنَادِمُ كَأْسًا سَقَتْني الكَدَرْ
أَنَا سَابِحٌ فِي شِبَاكِ الْكَرَى
وَ فِي صَادِحَاتِي وَ سُؤلِ النَّظَرْ
وَ ظُلْمَةِ لَيْلٍ تَقُضُّ الوَرَى
وَ لنْ أَسْتَجِيرَ الرَّدَى الْمُنْتَظَرْ
أَلُمُّ انْكسَارِي عَلَى مُنْتَهَى
وَ أَرْغَبُ فِي سَكْرَةٍ مِنْ قَتَرْ
و شَدْوِي عَفِيفٌ لِقَلْبٍ سَهَا
زَمَانًا، وَ فَجْرِي شَجِيُّ الْوَتَرْ
لَعَلَّ السُّؤالَ هَوًى في الْهَوَا
قَضاءً يُردُّ وَ لا يُعْتَبَرْ
بِكَشْفِ الْمَرَايَا وَ نُورِ الْجَوى
بِسِرٍّ ثَوَى فِي سَرابِ الْخَبَرْ
شِرَاكُ المَعَانِي تَقُضُّ النُّهَى
لَظًى من شِهَابٍ، نَبَا عَنْ خَطَرْ
وَ هَوْلُ الْمَقَامِ الَّذِي رَاعَهَا
كَرَعْدٍ يُسَابِقُ هَمْرَ الْمَطَرْ
وَ كَشْفُ السُّدُولِ و رَجْعُ الصَّدَى
رَوَى قَلْعَتِي مِنْ صَفَاءِ الْوَتَرْ
وَ لَوْ نَجْمَةٌ فِي سَوادِ الرَّدَى
تَجَلَّتْ، لَهَدَّتْ قُصورَ التَّتَرْ
وَ هَذا الْفُؤادُ إِذَا مَا اكْتَوَى
بِنَارٍ، يُعَرِّي خُسوفَ الْقَمَرْ
فَيَا لَيْتَ حَرْفِي هَفَا وَ ارْتَوَى
ثُمالَةَ عِشْقٍ لِنُورٍ غَمَرْ.
مُدامًا تُدَاِوي خَبَالَ الحِجَى
وَ صَدْحًا شَفِيفًا سَرَى وَ انْتَشَرْ
يَرومُ الْيَقِينَ وَ مَا يُرْتَجَى
بِكَشْفٍ يُجَلِّي جُنونَ البَشَرْ.
مكناس في 18 - 10 - 2012