أيها الراحلونَ إلى .. صوتُ صفيرٌ يمزقُ فضاءاتِ الليل .. ينفثُ غَضِباً .. متعجلاً برحلةِ اللاأينَّ .. محملاً بأشلاءٍ ، بقايا أناسٍ ، هربوا من وجهٍ .. ربيعٌ مقفرْ .., أجالسُ مقعداً ، أحملُ قلماً ، ذاكرة ورقٍ ..، أطالعُ وجهي بزجاجِ نافذةٍ أراهُ بعيداً عميقْ ... أطاردني في ملامحي يمتصُ معالمي ضوءُ شمسٍ يعلقني كلوحةٍ مصلوباً .. تمرُ أيامٌ أمامي ألهثُ متوقفاً .. يباغتني حلمٌ أزرق يحملني حيثُ البحرِ ، حيث النورس .. سفنُ أشباحٍ تبحرُ عائدةً من رحلةِ قنصٍ .. يطلقُ قرصانٌ صوتَ ناقوسٍ أهوجْ .. يخبرُ بحارتهُ الأمواتَ أنْ لا نحيا ذاتَ نهارٍ قبل الفجرُ أن يغرب .., يتثاءبُ قطارُ الرابعةِ يتمطى الرحلة تبدأ هل أركب ..؟ الوحشةُ تضحكني يمضغني سيكاري أتلاشى أنا وقطارٌ نطفو في قاعِ المركب ... ***