فكر جيداً قبل أن تفعل
خرج أحد الولاة ذات يوم في جولة بالسوق متنكراً في زي تاجر، فمر بدكان قديم شبه خال من البضائع والسلع، وفيه رجل طاعن في السن جالساً على مقعد خشبي قديم، نظر الوالي في أرجاء الدكان فلم ير سوى بعض اللوحات، فسأل صاحب الدكان: جئت السوق لأشتري... فماذا عندك؟ فأجاب الرجل بهدوء وثقة: عندي أغلى بضائع السوق! ابتسم الوالي متعجباً وقال: هل أنت جاد في ما قلت أم تمزح؟ فأجابه: نعم أنا جاد جداً، فبضاعتي ثمينة. فسأله: ماذا تبيع يا رجل؟ فأجابه: أنا أبيع الحكمة، ولم يبق عندي سوى لوحتين، أمسك الوالي بإحدى اللوحتين ومسح عنها الغبار، فوجدها مكتوباً عليها «فكرّ قبل أن تفعل»، فقرر الوالي أن يشتريها، وبعد أن قبض الرجل ثمنها طلب منه أن يضعها في مكان بارز. مرت أيام وأسابيع وشهور والوالي يعيش في سلام وأمان واستقرار، قرر قائد الجند اغتيال الوالي عن طريق الحلاق لينفرد هو بالحكم، وعند تنفيذ الخطة توجه الحلاق إلى قصر الوالي، فشاهد اللوحة المكتوبة «فكر قبل أن تفعل»، فارتبك الحلاق وأخذ يُفكر بالنتائج وعندما وصل إلى الوالي انهار وهو يبكي، وصرّح للوالي بتفاصيل المؤامرة، وبيّن له أن هذه الحكمة «فكر قبل أن تفعل» السبب في صرفه عن تنفيذ الجريمة.
الحكمة
لو فكر كل واحد منا في مكان بارز، لكانت له خير معين في صرفه عن أي قرار بسرعه لا يعرف نتائجه.