كنا نعلم جميعاً بأنها تحتضر وعلم بذلك الأهل والمعارف والأصدقاء وتوليت أنا متابعة علاج أمي الذي أوهمناها أنه علاج فعلا وليس مسكنات ..قطعاً علم بذلك الأهل والاقرباء فاستضافونا إقامة قسرية يبارونها الذمة ويتشهدون لها وأنا تهت ما بين متابعتي لحالة أمي وقلقي الشديد وحزني الذي أحاول أن لا أجعلها تراه وبين خدمة هؤلاء الضيوف كم كانت أعدادهم لا أدري وكنت في كل يوم أسحب مما أملكه كي أقوم بواجب الضيافة وتعدى الأمر خمس وأربعون يوما ً ووفود تأتي وأخرى ووفود تغادر ووفود وجدت في الإقامة الدائمة توفيراً لتكاليف السفر ..ولكن ماذا عني أنا ..؟ لم أكن أنام الليل فالألم يشتد ليلاً وكان النهار حركة لا تنقضي حتى جاء تلك الليلة التي بقينا فيها وحدنا خاصة أني انفقت كل مالدي ولم أعد استطيع توفير ما تتطلبه أصول الضيافة .. خلا البيت فجأة في تلك اللة ربطت ذراعي بذراعها كي أشعر بها لو داهمني النوم لكنها صحوة الموت باركتني حينها وقالت أنها راضية عني في الدنيا والاخرة
حين جاء الصباح غادرت بهدوء وأنا أنظر اليها فحسب ..
لا أدري لماذا أثار القص عندي تلك الحالة التي ترافقني منذ رحيلها .. ولعلي أجبت فيها عن بعض ما أراد الكاتب المبدع أن يقوله بوضوح ..
احترامي وتقديري