عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2012, 12:06 AM   رقم المشاركة : 71
شاعر
 
الصورة الرمزية الوليد دويكات





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :الوليد دويكات غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 الحديث السابق
0 أزاهير تفوح
0 نشيد الحالمين

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: نص & رأي (3) في الخواطر

أرممُ ما تبقى مني

تعود الأديبة عبد اللطيف للفعل المضارع في بناء هذا النسيج الأدبي الجميل ،
وهنا تؤكد أنّ داخلها قد تعرض للهدم ، نقول الهدم لأن الترميم يكون بعد الهدم
والجبر ُ بعد الكسر ...ولكن ، ما الذي تسعى لترميمه؟
أشياء كثيرة داخلها أصابها الحطام ...بل نال الحطام شخصها ، فتحاول ُ أن تعيد ترتيب
نفسها بعد خسائرها الجسيمة ، وهنا أعتقد أن الأستاذة / عواطف استطاعت من خلال هذا النص
( أتقاطر ُ منك ) أن تسجل لنا سيرة ذاتية رمزية اعتمدت فيها على التكثيف ...واختزلت حالة عاشتها وتعيشها في هذا النص.

لأبحث عن أشلاء أفكاري في دهاليز الغربة

اللام ُ في ( لأبحث عن ) قد نحسبها في البدء زائدة ، ولكن حين نعود للسطر السالف نجدها ضرورة تعزز الصورة وتزيدها جمالا ، فاللام ُ هنا هي لام التعليل ، فرغبتها وعزمها على ترميم ما تهدمَ من بنائها من أجل بحثها عن ما تناثر من أشلائها جراء الغربة المقيتة ...
ويبرز تساؤل هنا : هل هي غربة حسية أم معنوية ؟
هل هي غربة جغرافية أم ذاتية ؟؟
ربما سنصل لذلك من خلال المرحلة الأخيرة من هذه القراءة بحول الله .
وعن حلم يسكن حدود الشمس يستريح من عنائي

هنا تضع لنا صورة مركبة ، تندرج تحت تعليلها لترميم حطامها ...
فالحلم المنشود بعيد جدا ...وأشارت للشمس البعيدة جدا والمستقرة في مكان صعب المنال ...هنا يجثو حلمها ...ورغبتها في تحقيق هذا الحلم حتى يتخلص العناء ويستريح من مشاركتها الرحلة ، وهي صورة جميلة بديعة حين رسمت مشهد العناء والتعب ، بالذي يرافقها مشوارها رغما عنه ...، وكأن العناء رفيق في الرحلة تتمنى أن تقدم له الراحة حتى يغادرها ويستريح ، فترى أن العناء نفسه تعب ، وهي صورة جميلة فيها تجذير لعمق حزنها وتعبها لدرجة أن التعب يتمنى الراحة ...أي حزن يسكنك ؟!

عبثاً أحاول أن أمنع دمعتي
عبثا أحاول أن أخفي وجعي

هنا تقدم للمتلقي نتيجة ...حين تقدم صورة للعبثية التي تقف حائلا بينها وبين رغباتها ...وأي رغبة تلك التي تتبلور في إخفاء دمع / ووجع
هنا يتجلى فشلها في هذه المحاولات وتستسلم اهذه النتيجة ، فحزنها / وجعها ، يتملكها ويسيطر عليها ...

وتستمر الأديبة المبدعة في وضع الفعل المضارع حجرا لأساس بنائها هذا النسيج ، والنسيج في علم الأحياء هو المرحلة الثانية بعد الخلية ، ويتبعه العضو والجهاز ...
فجاء الفعل المضارع في حالة النصب ( أن أمنع َ ) ، مكملا للصورة المستمرة في ترسيم المشهد وتعميق الدلالات ...فهي لا زالت مستمرة في رغبتها في منع الدمع / الوجع ، وأمام هذه الإستمرار تصطدم في جدار العبثية والإخفاق ، وقلنا الإخفاق ولم نقل الفشل ..ذلك أن الفشل نتيجة واضحة بينما الإخفاق هو مرحلة لا تمنع استمرار المحاولة ...

السيدة / عواطف
ما زلت على ظلال حرفك أتنفس ...
وهنا ما زلت أتقاطر منه ...وأقدم قراءاتي على مراحل
كي أبتعد بالعابرين على حرفي من الملل في الإطناب
وحتى لا أفسد لسواي متعة الإبحار ...
تحية مجددا لحرفك
على أمل العودة بحول الله

الوليد