اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جميل داري الشعر الحديث نادرا ما يهتم بوصف الطبيعة والإنسان من الخارج فقد انتقل إلى داخل أسرار الإنسان وسلط الإضاءة على روحه المتعبة وهي تعاني شظف الحياة ومرارة الغربة والاغتراب وفي كل الأحوال فالوصف حسيا أو خياليا غرض قديم يتجدد ويتطور عبر العصور.... وفي كل عصر له صوته المدوي وأستطيع القول: إن شاعرية الشاعر تقاس بمدى براعته في وصف نفسه وما حوله بالموهبة الحقيقية والصدق الفني والحياتي ... هذا الكلام لم أكتبه حول قصيدة أتقاطر منك خصيصا ولكن لو أمعنا النظر في القصيدة لرأينا براعة الوصف فيه اقصد وصف الحالة النفسية للشاعرة وهي تتأبط أحلامها وذكرياتها وتجوب بها اصقاع الارض فكل ارض سوى العراق لا يعول عليها من : "تربكني الأيام" إلى :" وأغفو بصمت على دفء ترابك" عالم يموج بوصف الذات من خلال الآخر بحيث يمتزجان في بوتقة واحدة وتصبح الشاعرة ووطنها نسيجا واحدا لا انفصام له وكأن هذا الأمر عراقي بجدارة إذ فعل السياب نفسه هذا الأمر في أنشودة المطر ومعظم قصائده الأقرب إلى الملحمية البكائية .. أرجو من الأخوة الأفاضل إغناء هذه النقطة وغيرها من النقاط الكثيرة شكلا ومضمونا فنحن امام وجبة شعرية دسمة فيها ما لذ وطاب من لحم طير وفواكه وأعناب فلا تطيلوا الغياب السيد رئيس اللجنة الموقر الشاعر جميل داري فعلاً أنا محظوظة وحضرتك تصف النص بوجبة شعرية دسمة فيها ما لذ وطاب من لحم طير وفواكه وأعناب وأنا أجده صالون أدبي لكبار الشعراء والأدباء شرفوني بزيارتهم لأنحني أمام حروفهم ورقي تواجدهم سأنتظرهم مع حضرك على باب الصالون وأفرش لهم الأرض ورد دمت بخير تحياتي