بغداد يا جرحا يصيحُ على المدى // ويظلُّ يصرخُ نازفا ومضمّدا
ويظل يروي للنخيل قصيدةً //عطشتْ قوافيها على شطّ الردى
يروي المقامات الحسانَ بديعُها // يروي أحاديثَ ابنِ حنبلِ أحمدا
يروي الحماسة عن أبي تمّامها//يذكي بها للثائرين الموقدا
وبرؤية المنصور يبصر رأسها// يعلو وللمهزوم لن يتوددا
جاءوا لأخذ الثار من إشراقة النور الذي في شمسكم قد زُوِّدا
جاءوا إليك بجند بوشَ وعصبةٍ // بشخوصهم صنم الخيانة جُسِّدا
حممٌ من الحقد الدفين تحركتْ //بعتاد أمريكا لكي تتسيّدا
فاسأل نوادي العلم عن علمائها// ما بين مفقودٍ وآخر شُرّدا
واسأل عن الأبحاث عن فرسانها//دار المعارف بابها قد أوصدا
يا منتدى العلماء صرت بعصرهم // للّطم والتخريب أبشع منتدى
عكست مرايا الخزي قبح وجوههم// والمالكيُّ من العفاف تجرّدا
فالأعظميةُ حين أبصرَ رمحُها// ظلماً تمادى في البلاد وعربدا
زأرت فردّدت الرماديْ خلفها//وعليه سامراءُ قد رفعتْ يدا
وتجنّد الفرسان في أنبارهم// والجرحُ والوجعُ القديمُ تَجَنَّدا
وإذا الرصافة رفرفتْ راياتُها// ودم الشهادة في شوارعها بدا
وإذا امتطى خيل الأماني واثقٌ // والشوق للماضي العريق تجددا
ستجوب أسراب العراق فضاءها// ليغرد القلم الحنين وينشدا