عواطف عبداللطيف
وفي وضح الإنهيار ، وتحت مرأى ومسمع الأنين .. تفترش رصيف الذكريات ، وتوزع الصور بين الهائمين على وجوههم في دروب متسربلة بالبياض ، تقذف السابلة بالصقيع .. وتنثر أوراقها في الفضاء ، حتى تتلبد السماء بالهموم .. تفعل ذلك بإرستقراطية مدهشة ، وبلغة تعتعت المتلقي إلى منطقة الوجع مما يجعلها تسير بخطى واثقة ، وترجم القهر بنصوص هي إلى التراتيل الملكوتية أقرب ، لأنها تعمِّد الحرف بماء زلال ثم تصوغه في صناعة صور باذخة .. وحين تنشئ النص تعتمد الواقع مرتكزاً ثم تسمو بعالم المخيال رافعة شعار الإخلاص والوفاء والمحبة ونكران الذات .. حتى صارت علامتها الفارقة .. فهي ترسم روحها على شكل نص وتكتب دمعتها بزي حرف ، تفتك بالقبح وترمم الأسى بالجمال.
جاء في الآية الكريمة : " وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحقّ بها وأهلها"
والالتزام كما ورد في معجم مصطلحات الأدب : " هو اعتبار الكاتب فنّه وسيلة لخدمة فكرة معيّنة عن الانسان ، لا لمجرّد تسلية غرضها الوحيد المتعة والجمال"
فعلى الكاتب أن يشعر بالمسؤولية فيما يدور حوله من أمور المجتمع والحياة بسلبياتها وإيجابياتها ومشاركة الناس همومهم الاجتماعية والسياسية ومواقفهم الوطنية فالكلمة سلاح بوجه العنف والظام والإضطهاد ويجب أن يسخرها من أجل غاية وتحقيق هدف وأن يحافظ على التزامه بموقفه إزاء ذلك ويتحمّل كامل التبعات التي تترتّب عليه
فعندما يتحدث الشاعر أو الأديب عن معاناته معبراً عن ذاته راسماً تفاصيل الصور بدقة تأخذ الكلمات طريقها إلى القارئ بيسر
الأديب والفنان عمر مصلح
الكلمات لا تستطيع أن تكتب أو تُعبر عما أحسه وأنا أقرأ
لله درك كم من الوقت أخذ منك هذا النص لتغوص في كتابات الشعراء والأدباء وتنطلق برؤية واضحة عن مفهوم الإلترام وفق ذلكلكل واحداً منهم
هناك من كنب لي ولعدة مرات
لماذا لا تنتهين من كتابة الوجع وتطلقي العنان لحروفك لتكتب الفرح
وكان ردي ( أنا لا أستطيع أن أكتب شيء لا أحسه)
فما حصل لي
وما يحصل لوطني
جعل حروفي تنزف الوجع
و تدور في تلك الدائرة حاملة المسؤولية وفي خدمة ذلك
شكراً لك
وفقك الله
تحياتي