تغطية كاملة عن عقيلة الهاشمي عضو مجلس الحكم في العراق .. من الولادة الى الاغتيال..
عقيلة الهاشمي ورحلة المصاعب بين عهدين
طالب الهاشمي يروي محطات من حياة شقيقته
الجزء الثالث
يضيف شقيقها طالب الهاشمي :
في إحدى المرات بعد أن تمت الموافقة على رفع الحصار عن العراق إجتمع المجلس لمناقشة إلغاء البطاقة التموينية وبقيت لمدة إسبوع تسعى جاهدة كي تبقي على هذه البطاقة وكانت من المعترضين جداً على تخصيص مبالغ نقدية للعائلات العراقية كبديل عن البطاقة
التموينية لأنها بذلك سترفع الأسعار في السوق وهذا معناه أن الشعب سيجوع .. كان همها هو الشعب وكانت تغار عليه من كل دول يتأخر الجوار لانهم كانوا يتقدمون بفضل العراق وهو تحزن على الشباب وكثير من الأمور كانت تبكيها ..
وكانت تأمل أن يعيش البلد تحت حكم ديمقراطي وفي رئاسة تأتي والأمريكي والإسلامي بالإنتخابات لأنها درست الكثير وتعلمت الكثير من النظام الفرنسي .. تعلمت معنى الشورى وكيفية الإنتخاب وكان أملها ان يصير الحكم بهذا الشكل ..
قالت مرة : لقد هاجموا العراق بسبب الأسلحة البايولوجية فكم تقتل هذه الأسلحة من الناس لكنهم لم يحسبوا كم وجدوا في المقابر الجماعية ترى من يقتل أكثر الأسلحة البايولوجية أم صدام حسين ..!؟
خبرة في وسط لا خبرة له
يقول شقيقها :
كانت تمتلك الخبرة الدبلوماسية في الجانب الإداري وسط مجلس ليست لديه أية خبرة كانت سوى المعارضة فحين يكون الإنسان وسط مكان كله اسماء وعناوين رنانة ويكون هو فقط صاحب المفتاح الإداري، ويمتلك القدرة على العمل الدبلوماسي والعلاقات في الداخل
والخارج يكون في وضع صعب فكانوا يقولون لها : أنتم في الداخل لم تفعلوا شيئاً وكانت ترد عليهم:
إننا لم نترك بلدنا بل كنا داخله
واكلنا الخبز الناشف وشربنا الماء الآسن والصواريخ كانت تنهال على رؤوسنا .. نحن لم نترك بلدنا كنا فيه وسنبقى نحيا ونموت فيه ..
شائعات حادثة الاغتيال
كيف كانت علاقتها بعضو المجلس أحمد الجلبي .. لماذا ارتبط حادث اغتيالها به كما أشاعت بعض المصادر ..؟
لقد سمعت بهذا الكلام وبأمانة أقول سمعتها ذات مرة تتحدث عنه قائلة :
لا يحمل عقلا بل يحمل كومبيوترا لديه عقلية متفتحة الى درجة كبيرة
ولم تشتك منه لقد كانت علاقتها مع كل أعضاء المجلس جيدة لأنها لم تكن تسعى لشيء خاص لتصطدم بالاخرين ولكنها عندما تطرح أمرا ما فهي لا تتنازل عنه ..
كانت تعمل في قسم الامم المتحدة في وزارة الخارجية وبعد الأحداث جاءتها العديد من الفرص والإغراءات في المنظمات التابعة للأمم المتحدة في نيويورك لكنها رفضت ذلك لأنها أرادت أن تعيش في بلدها .. كانت صعبة المراس ، لقد قال أحدهم ذات مرة: إنني مستعد للتفاوض مع أربعة أشخاص ولكنني لا أستطيع أن اغير موقف عقيلة الهاشمي..
كانت مؤمنة بوجهات نظرها لذا كنت دائم الخوف عليها وحتى في زمن صدام فكانت تقول لي :
لو أعطيتهم مجالاً بسيطاً
لأكلوني وإن لم أكن صارمة في رأيي فلن أتمكن من الاستمرار معهم ..
لذا هي لم تكن سهلة في نقاشاتها العملية لكنها في الجانب الأخر والمحيط العائلي إنسانة أخرى لسهولة تعاملها معك ..لم تكن تخاف من البوح برأيها أمام أياً كان ..كانت حساسة جداً لكنها قادرة على كتم انفعالاتها
وتتعامل مع الجميع .. لم تكن تعاني أية مشكلة لعدم ارتدائها الحجاب ولكنها ماتت ولم تفتها صلاة أو دعاء أو أية طقوس إسلامية واكثر من هذا أننا كنا جميعا نلجأ اليها حتى في الإشكالات الخاصة ..
مظلومة في العهدين ..
* هل تشعر بأنها لم تأخذ حقها في هذه الحياة ..؟
_ عقيلة ظلمت في عهد صدام وقتلت في العهد الجديد .. إن الحماية التي وفروها لحماية جثمانها لو كانوا وفروها أثناء حياتها لحمتها مائة عام ومع أنها لم تكن من النوع المتطلب ولولا إلحاحنا لما سألتهم أن يعطونا السلاح
فأعطونا بندقية واحدة نوع فازا صدئة وملوثة بالطين ..!!
مصرع عقيلة الهاشمي
ذكرت أنها ظلمت في عهد صدام وقتلت في مجلس الحكم هل تلمح الى وجود علاقة بين مصرعها ومجلس الحكم أو أحد أعضائه ألم يوفروا لها الحماية الكافية ..؟
_ لم تكن لديها علاقة سيئة بأحد علاقتها بالجميع جيدة ..
*ألم يقم مجلس الحكم بالتحقيق ..؟
_ أمسكوا اثنين اشتبهنا بهما وسألهما رجال الشرطة بعض الاسئلة ولكن لعدم توفر أدلة أطلق سراحهما ..
وللقاء بقية تأتي