وصــبابـةٌ توهــي الحشـا وتأفّــفُ
ما كنتُ قبلُ أجيد سبكَ خواطرٍ
حتى رمقـتـكِ فاستفاقتْ أحــرفُ
ونهضتُ أستبق الضحى عينايَ
تهتف بالهوى الزاكي اللطيف وتغرفُ
شمّرتُ عن عزمي ودمعيَ واجمٌ
والليل يرقص ، والغواني تعزفُ
ورأيتُـني – حُبّيكِ – حولك طائفٌ
أستجمع العبَرات ، فكري يـنزفُ
فــإذا الزمان على ظلالكِ عاكفٌ
من كـــلّ معنى للترافـــة يرشـفُ
وإذا المكـــان برَوْحِ ذوقكَ غارقٌ
تطويـــهِ روحٌ بالهـــداية تـهـتـفُ
يا أنسَ عاطفتي ، وكهف سعادتي
وهـــدير قــافيةٍ بهـــا أتـزلّــفُ
وحملتُ قلبي يا نداءُ هـــديّة
وهــــو المتيّمُ مــــا اعتراه تــكلّفُ
مسراه في جوّ السماء يقول لي
هـــذا عبيرُكَ يا ريــاضُ مهفهفُ
هذي عيونُ جنان عشقكَ أسفرت
ترنو إليك ، فمـــا ســـواك مــعرّفُ
الساهرون على ضيائك أيقنوا
أنّ الحقيقةَ منحــــةٌ ، لك موقــفُ
والطيّبون تعلّقوا بالودّ بيننا
كــلّ مَن هــجر الشـــذا يـتـعـسّــفُ
والسائرون إلى الهيام مروءةً
ربحوا ، ومَن نشدوا العواذل أسرفوا
قسماً ستحملنا الطيوبُ ، وحولنا
دررُ اليواقيت الحِسان تـرفرفُ
لنصــوغ للتــأريخ أجملَ قصّةٌ
من بعضِ ذكــــرى للوفـــا تـتـألّفُ
من بعض ما أوحى اللقاء وإنّـــه
أغــنى وأقـــنى يوم بــان تـعـفّــفُ
ولكم رسمنا للحنين قصــائداً
والمرجـــفون مع السراب تـمـسلفوا
أنِـــداءُ : صــفوُ قريحتي ما قد ترين ،
وصفتُ فـــي ملكـــاتها ما لا يوصفُ