دائما تُراودني الأفكار البعيدة في يقظتي ونباهتي, وفي رؤيتي قبل الغفوة القدريّة, وحتّى في رحاب متاهات أحلامي, التي تُثيرني كثيرا على محاكاة الآمال العِذاب, والتي أسعى جاهدا, لتوكيدها وتجسيدها إفتراضيّاً, مهما جابهني من صعاب وعراقيل, أبذل قصارى جهدي العقلانيّ الذّاتيّ, وقدراتي التّفكّريّة الخاصّة, وأجنح بهذه الصّعاب والعراقيل لوضع الحلول الكفيلة بخفض تأثيراتها السّلبيّة...
تلك الأفكار المختلفة الصّور والمتنوّعة التّكوينات التّشكيليّة, التي تنتاب وجداني وتتفاعل به, وتفرض وجوديّتها في بواطنه وأعماقه, ولا تترك له مجالا للرّاحة أو الهدأة والسّكينة, تلك الأفكار السّابحة في أبعاد محيطات هيامها التّكوينيّ القدريّ, والمنسابة في جزلها الأثيريّ, تترنّح في الإمتدادات اللامتناهية للخيال, ذلك الخيال الذي تعفق به بنانات أنامل التّفكّر في حناياي, لإستنباط عناصر وجزيئات الموسقات والدّندنات والتّرانيم والألحان الحالمة بغد مشرق بالآمال المرتجاة...
إلى تلك الإمتدادات اللامتناهية في رحاب رحمة الخالق, والذي غالبا ما يحملني وجداني المحدود التّكوينيّ على صهواته الخياليّة, التي تمتدّ لأكثر ممّا يُراود محدوديّة قناعاتي الإنسانيّة المادّيّة, إنعتاقاً وتحرّراً من كلّ الرّبقات النّفسيّة والقيود التي تُصفّد جسدي الضّعيف, وبعد عقلنة قلبي وقلبنة عقلي, من جهة, وتحفيز وعيي الباطني على النّشاط والفعاليّة, وتحريض عرفاني الذّاتيّ على الحركة الدّائبة, من جهة أخرى, ويرود بي خفايا البعد الآخر, خلقاً وإبداعاً وإبتكاراً في أبهى حركات فعل الصّنع بإستدامة فاعلة دائمة...
تقديري لك أختنا الوارفة, الفراشة الأمّ... دعد كامل... وأثمّن متابعتك المباركة هذه... لإبتكار مدرسة الفراشة لفنون الرّسم والتّشكيل التّماثلي... ولكريمك المهتمّ برسم الفراشات... مع جزيل الإمتنان لك على هديّتك لي... رائعة الشّاعر الفرنسي "لامارتين"...
هذا الإبتكار هو واحد من إبتكارات عديدة لي... أكرمني الله تعالى ورحمني بالتّفكّر بأسرار بدائع عظمة صنعه... التي تدلّ على عظمته وقدرته... وسيتم نشرها في هذه الدوحة الوارفة تباعا... وستصدر في كتاب خاصّ قريبا عن دار الماضي والحاضر والمستقبل في لبنان...
مع فائق التّقدير والإحترام...