الموضوع: عسل الاحلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2013, 02:40 PM   رقم المشاركة : 1
قاص
 
الصورة الرمزية مشتاق عبد الهادي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :مشتاق عبد الهادي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 جلد
0 فضيحه
0 خيبة

افتراضي عسل الاحلام

((عسل الأحلام))

بعد طول خواء وانتظار , قرر أن يخلق أنثاه التي تنساب دوما مع عسل الأحلام،كان ذلـــــك حين تهجى حضورها في غرفته المعتمة،حدق في جدران الغرفة العارية إلا من المـــــــرآة المستقرة على احد الأضلاع،تلمس بتردد الجدار الأول , فتراجعت أصابعه أمام جحود الجدار الأسمنتي،قرب شفتيه وطبع قبلة عليه فانفلقت من بين غلاظة الجحود ذراعين استقرتا على الأرض،تمعن بهما وتحسس انتمائهما الأكيد لها , أو...لسيدة العسل،طبع قبلة على الضلــــــع الثاني , فانزلقت من امتداده ساقين مذهلين , تسمرا في احد الزوايا،كان يحدق والأمل فـــــــي إيجادها صار بداخله نبضا بعد طول سبات،أسرع بتقبيل الضلع الثالث عدة قبل فأجهض صمت الجدار ضحكة شفافة تدحرجت مع ما تبقى من الجسد،تمعن بالأشلاء المتناثرة جيدا , فتلقفت أذناه قرع طبول لبوادر هزيمة أخرى،فكر في أن يجمعها ويركبها كما كان طفـــــلا , يصنع خياله من قطع(الميكانوا) ما يشاء من الأشكال والأحلام , ولكن عبثا كان يفعل،إذ مــــا كان ينجح في جمع جزأين , حتى يتنافرا , قبل أن يلحق بهما جزءا آخر، أنهكته محاولات اللاجدوى , فحدق للجدار الرابع , وأبصر المرآة،كانت ساكنة،تتماوج فضتها , وكأنها تستعــــــد لمخاض أخير،احتضنها،ورغم امتداد الجدار , أحس بأنه قد استطاع أن يستوعب ذلك الطول العنيد , ويطوقه بذراعيه،غرس شفتيه في , فضة المرآة , فاصطدمت ببرودة مقززة،أغمض عينيه، الدقائق تمضي , والبرودة باتت تتراجع بهدوء،كانت تتلاشى , حتى اشتعل النبض الجزئي الذي ولد فيها , وصار شفتين نديتين،تأكد من ذلك حين تماوجت القسوة التي كانت تناطح شفتيــــــه , فتحولت الصلابة الصماء إلى طراوة مشبعة باللذة والدفء،أحس بذراعين تطوقاه بعنــــــف شهي،فتح جفنيه , فقفز متراجعا إلى الخلف،حدق في الغرفة جيدا،مسح بعينيه الأرض،لم يكـن هنالك أشلاء متناثرة،لم يكن في الكون الذي غلفه , غير المرآة , وأنثاه الأزلية , أو...هو بانتمـــاء متكامل.

***






آخر تعديل شاكر السلمان يوم 05-11-2013 في 02:56 PM.
  رد مع اقتباس