الخاطرة رقم (2)

نسائم آيــــــــــــار


دعني ألقي نظرة
على خيوط الضوء
التي تنبثق من عينيك
عندما نستنشق وهج النجوم
هل تسمعني ؟
ألفظ في الليل اسمك
كنهر كتوم
بينما أعاقر الكتابة ...
صوتك هو النبضة الهاربة
من قلبي
كلما ابتسمت السماء
حلّق
فوق المرج الأخضر
مع الفراشات و النسائم الحارة
ممتطيا صهوة الريح
حاملا معه انبعاثات البحر
للمغارة ...
باحثا عن ظله في روح الأقمار
يخلق ارتعاشات الكرز
في ليالي آيار...
للبخار المنشغل
في تفسير آيات المطر
أخذني ...
سلمت شفاهي للحواف المعطرة
بخزامى القلق
أشق طريقي للبحر عبر
قلب مالح
تحت شمس تأبى الغروب
أرسم فجرا يخاصر النجوم القريبة
كقوس مطر
تتراقص حوله مذابح العشب الناعم
كنت أسقط كجرم سماوي
في ارتفاع جناحيك
تحيلني خيوط الضوء الأولى
إلى بخار يسافر مع الأنسام
يناجي الأشجار و الأزهار
و يغيب في الغيوم
ناثرا ذهبه على الأرض

الآن أنغمس في الصمت
كأني أحلق فوق السحاب
في هذا المدى كل شيء أبيض
رأيت دربا طويلا مزخرفا بالالوان
يتفجر تحت أرصفته نبع صاف
كنت على المزمار أعزف
ترنيمة ملائكية
تفيض بالضوء
حين سقطت عيناك
على قلبي كمسحة رسول
أشرقت شمس في كفي
و أخرى في قلبي و تفتحت عيناي
لتتحسس
مكامن الجمال ...