القصيدة رقم (9)
لغة المجد
واعلم ان القصائد في زمن الملح
لا تنجب الاقحوان الجميل
و لا تشطر البحر حتى يمر الرجال ويغرق فرعون
و التابعون
واعلم ان خيوط العناكب لا تستبيح البروق اللواتي
يعربدن فوق سماء الخليل
و لا تجهض الليلة الافعوان ليسرع بعد الوقوف
الطويل بارض "الصعيد"
قطار النخيل
و اعرف ان الحروف الكسيحة
رقص المجاذيب
لن تجرح الجرح والمستحيل
و لن تطلق الماء صرخة عشق و موجة عطر
باعراق هذي الصحارى
ولن توقد الرعب في صخرة الزيف
لن تترعرع الحرب الا سكارى...
فهذا زمان تلاقح فيه الفتيل وشهوة عود الثقاب
و ادمنت الكف صبغ السيوف
و قهر الخناجر
و هذا زمان الطيور اللواتي تبعثر اعشاشها في
المهاجر
و هذا زمان تمخض فيه النخيل رصاصا
و اورق نجم القذائف من كل صوب ..و فج عميق
فبوركت يا لغة المجد
يا لغة الله
انت التي تنقذين الزمان من الجدب والصلب
توفين بالعهد ..ان خان من اتقنوا لعبة العهد
و الوعد
تدرين ما قيمة الحرف و القصف
انت التي تدفعين الشراعات صوب الخليج الذي
يشتهيها
شراعا...شراعا
تمطين عن اوجه الحاملين دفوف القضية
و الناسجين قميصا
و الراقصين على "مسرح الشعب"
و الاوصياء على الحي و الميت
و الاولياء .. قناعا..قناعا
فكوني اذا ما تمطى الزمان
و اخني على الناس ..كوني البراق و كوني المدارا
ليغدو الخسيس الذليل زئيرا
و مستنقع الصمت يغدو هديرا
ونسقط فوق الجفاف انهمارا