أستاذنا الفاضل عبد الله باسودان
دعني أغرد خارج السرب
وأختلف معك قليلاً
يقول الله تعالى مخاطباً فريق المؤمنين :
" ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون "
ويقول تعالى مخاطباً رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام :
" إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لستَ منهم في شيء "
وقد يقول قائل هذه الآيات أنزلت بحق أهل الكتاب الأول
وأنا أقول إن هذه الايات تحذير لنا من عدم الوقوع في ما وقع به الأولون .وقد وقعت الأمة بأكملها في نفس الخطأ حيث تفرقت إلى مذاهب وشيع وحدثت الفرقة وحدث الإختلاف ، فإذا كان في المذهب السني لوحده 134 فرقة صوفية ، عدا عن المذاهب الأخرى .
وهذا حالنا المزري يشهد على ذلك .
سبب تخلف أمتنا وخروجها من مجرى التاريخ قبل ما يزيد على سبعة قرون هو :
هجر كتاب الله القرآن
فنحن نقرأ القرآن "هذرمةً" دون التفكر فيه ونلجأ إلى كتابات الأموات لتفسيره ،فأصبحنا كالماكنة ذات التروس الصدئة والتي لا يمكن لها أن تدور .
لن تقوم لنا قائمة مالم نتبع ما أنزل إلينا من ربنا ونقرأه قراءة عصرية تناسب عصرنا وليس بطريقة سلفية تقليدية .
يقول الله تعالى مخاطباً المؤمنين :
"إتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكّرون "
نأتي إلى قضية الإجماع ،فلو كانت أمتنا مجتمعة على خير لسادت الأمم في عصرنا هذا .وليس دائماً تكون الأكثرية على الحق .بدليل أن الله تعالى يقول :
"وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ"
"وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون "