منتديات نبع العواطف الأدبية - عرض مشاركة واحدة - ديوان / محمود سامي البارودي
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-15-2013, 03:55 PM   رقم المشاركة : 2
أديب \يرحمه الله





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عماد تريسي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: ديوان / محمود سامي البارودي

.
.

<b><font                          size"3" face="Arial Black" color="#000000">
قَلَّـدْتُ جِـيـدَ الْمَعَـالِـي حِلْـيَـةَ الْـغَـزَلِوَقُلْتُ فِي الْجِدِّ مَـا أَغْنَـى عَـنِ الْهَـزَلِ
يـأبــى لـــى َ الـغــى َّ لا يـمـيـلُ بــــهِعَنْ شِرْعَة ٍ الْمَجْدِ سِحْرُ الأَعْيُنِ النُّجُلِ
أَهِيـمُ بِالْبِيـضِ فِــي الأَغْـمَـادِ بَاسِـمَـة ًعنْ غرة ِ النصرِ ، لا بالبيضِ في الكللِ
لَـمْ تُلْهِنِـي عَـنْ طِـلابِ الْمَجْـدِ غَانِـيَـةٌفِي لَذَّةِ الصَّحْـوِ مَـا يُغْنِـي عَـنِ الثَّمَـلِ
كــمْ بـيـنَ منـتـدبٍ يـدعـو لمكـرمـة ٍوَبَـيْـنَ مُعْتَـكِـفٍ يَبْـكِـي عَـلَـى طَـلَــلِ
لَوَلا التَّفَـاوُتُ بَيْـنَ الْخَلْـقِ مَـا ظَهَـرَتْمَزِيَّـةُ الْفَـرْقِ بَـيْـنَ الْحَـلْـيِ وَالْعَـطَـلِ
فانهـض إلـى صهـواتِ المجـدِ معتلـيـاًفالـبـازُ لــمْ يـــأوِ إلاَّ عـالــيَ الـقـلـلِ
ودعْ مـــنَ الأمــــرِ أدنــــاهُ لأبــعــدهِفي لجة ِ البحرِ مـا يغنـى عـنِ الوشـلِ
قــدْ يظـفـرُ الفـاتـكُ الألــوى بحاجـتـهِوَيَـقْـعُـدُ الْـعَـجْـزُ بِالْهَـيَّـابَـة ِ الْــوَكَــلِ
وَكُـنْ عَلَـى حَـذَرٍ تَسْلَـمْ، فَـرُبَّ فَتـى ًألقى بـهِ الأمـنُ بيـنَ اليـأسِ وَ الوجـلِ
وَ لا يغـرنـكَ بـشـرٌ مــنْ أخــى مـلـقٍفـرونـقُ الآلِ لا يشـفـى مــنَ الـغـلـلِ
لـوْ يعلـمُ مـا فـي النـاس مــنْ دخــنٍلَبَـاتَ مِـنْ وُدِّ ذِي الْقُرْبَـى عَلَـى دَخَـلِ
فَـــلا تَـثِــقْ بِـــوَدَادٍ قَـبْــلَ مَـعْـرِفَــةٍفَالْكُحْـلُ أَشْبَـهُ فِـي الْعَيْنَيْـنِ بِالْكَـحَـلِ
وَاخْـشَ النَّمِيـمَـة َ، وَاعْـلَـمْ أَنَّ قَائِلَـهَـايصليـكَ مـنْ حـرهـاَ نــاراً بــلاَ شـعـلِ
كـمْ فريـة ٍ صدعـتْ أركــانَ مملـكـة ٍوَمَـزَّقَـتْ شَـمْـلَ وُدٍّ غَـيْــرِ مُنْـفَـصِـلِ
فاقبـلْ وصاتـي ، وَ لا تصرفـكَ لاغيـة ٌعنـى ؛ فمـا كـلُّ رامٍ مـنْ بـنـى ثـعـل
إنـي امــرؤٌ كفـنـى حلـمـي ، وأدبـنـيكـرُّ الجديديـنِ مــنْ مــاضٍ وَ مقتـبـلِ
فَمَـا سَرَيْـتُ قِنَـاعَ الْحِلْـمِ عَـنْ سَـفَـهٍوَلاَ مَسَحْـتُ جَبِيـنَ الْعِـزِّ مِــنْ خَـجَـلِ
حلـبـتُ أشـطـرَ هــذا الـدهـرِ تجـربـة ًوَذُقْتُ مَافِيهِ مِن صَـابٍ، وَمِـنْ عَسَـلِ
فَـمَـا وَجَــدْتُ عَـلَـى الأَيَّـــامِ بَـاقِـيَـة ًأَشْهَى إِلَى النَّفْسِ مِـنْ حُرِّيَّـة ِ الْعَمَـلِ
لكنـنـا غـــرضٌ لـلـشـرَّ فـــي زمـــنٍأَهْـلُ الْعُقُـولِ بِـهِ فِـي طَاعَـة ِ الْخَمَـلِ
قامتْ بـهِ مـنْ رجـالِ السـوءِ طائفـة ٌأدهى على النفسْ منْ بؤسٍ على ثكلِ
مـنْ كـلَّ وغـدٍ يكـادُ الـدسـتُ يدفـعـهُبُغْضـاً، وَيَلْفِـظُـهُ الـدِّيـوانُ مِــنْ مَـلَـلِ
ذَلَّتْ بِهِمْ مِصْرُ بَعْـدَ الْعِـزِّ، واضْطَرَبَـتْقواعـدُ الملـكِ ، حتـى ظـلَّ فـي خلـلِ
وَأَصْبَحَتْ دَوْلَة ُ «الْفُسْطَاطِ» خَاضِعَة ًبَـعْـدَ الإِبــاءِ، وَكَـانَـتْ زَهْــرَة َ الــدُّوَلِ
قــومٌ إذا أبصـرونـي مـقـبـلاً وجـمــواغَيْـظـاً، وَأَكْبَـادُهُـمْ تَنْـقَـدُّ مِــنْ دَغَـــلِ
فَإِنْ يَكُـنْ سَاءَهُـمْ فَضْلِـي فَـلا عَجَـبٌفَالشَّمْـسُ وَهـيَ ضِـيَـاءٌ آفَــةُ الْمُـقَـلِ
نـزهـتُ نفـسـيَ عـمــا يـدنـيـونَ بـــهِوَ نخلة ُ الـروضِ تأبـى شيمـة َ الجعـلِ
بئسَ العشيرُ ، وبئستْ مصـرُ مـنْ بلـدٍأضحتْ مناخـاً لأهـلِ الـزورِ وَ الخطـلِ
أرضٌ تأثـلَ فيـهـا الظـلـمُ ، وانقـذفـتْصواعـقُ الغـدرِ بيـنَ السهـلِ وَ الجبـلِ
وَأَصْبَـحَ النَّـاسُ فِـي عَمْـيَـاءَ مُظْلِـمَـةٍلَـمْ يَخْـطُ فِيهَـا امْــرُؤٌ إِلَّا عَـلَـى زَلَــلِ
لَـمْ أَدْرِ مَـا حَـلَّ بِالأَبْطَـالِ مِــنْ خَــوَرٍبَعْـدَ الْمِـراسِ، وَبِالأَسْيَـافِ مِـنْ فَـلَـلِ
أَصَوَّحَـتْ شَجَـرَاتُ الْمَجْـدِ، أَمْ نَضَبَـتْغدرُ الحمية ِ حتـى ليـسَ مـنْ رجـلِ ؟
لاَ يدفـعـونَ يداعنـهـمْ ، وَ لــوْ بـلـغـتْمسَّ العفافة ِ منْ جبنٍ ، وَ مـنْ خـزلِ
خَافُـوا الْمَنِيَّـة َ، فَاحْتَالُـوا، وَمَـا عَلِمُـواأنَّ الـمـنـيــة َ لاَ تـــرتـــدُّ بـالـحــيــلِ
فَـفِـيــمَ يَـتَّـهِــمُ الإِنْــسَــانُ خـالِـقَــهُوَ كـلُّ نفـسٍ لهـا قيـدٌ مــنَ الأجــلِ ؟
هيهـاتَ يلـقـى الفـتـى أمـنـاً يـلـدُّ بــهِمَا لَـمْ يَخُـضْ نَحْـوَهُ بَحْـراً مِـنَ الْوَهَـلِ
فَمَـا لَكُـمْ لاَ تَعَـافُ الضَّـيْـمَ أَنْفُسُـكُـمْوَلاَ تَـزُولُ غَوَاشِيـكُـمْ مِــنَ الْكَـسَـلِ؟
وَتِلْـكَ مِصْـرُ الَّتِـي أَفْـنَـى الْـجِـلاَدُ بِـهَـالَفِيـفَ أَسْلافِكُـمْ فِــي الأَعْـصُـرِ الأُوَلِ
قـومٌ أقــروا عـمـادَ الـحـقَّ وامتلـكـواأَزِمَّـة َ الْخَـلْـقِ مِــنْ حَــافٍ وَمُنْتَـعِـلِ
جَنَـوْا ثِمَـارَ الْعُـلاَ بِالْبِيـضِ، وَاقْتَطَـفُـوامنْ بينِ شـوكِ العوالـي زهـرة َ الأمـلِ
فَأَصْبَحَـتْ مِصْـرُ تَـزْهُـو بَـعْـدَ كُدْرَتِـهَـافِـي يَانِـعٍ مِـنْ أَسَاكِيـبِ النَّـدَى خَضِـلِ
لَـمْ تَنْبُـتِ الأَرْضُ إِلاَّ بَعْـدَمَـا اخْتَـمَـرَتْأقـطـارهـا بـــدمِ الأعـنــاقِ وَ الـقـلـلِ
شَـنُّـوا بِـهَـا غَــارَة ً أَلْـقَــتْ بِرَوْعَـتِـهَـاأمـنـاً يـولـفُ بـيـنَ الـذئـبِ وَ الحـمـلِ
حَتَّـى إِذَا أَصْبَحَـتْ فِـي مَعْقِـلٍ أَشِــبٍيـردُّ عنـهـا يــدَ الـعـادي مــنَ المـلـلِ
أخنى الزمانُ علـى فرسانهـا ، فغـدتْمـنْ بعـدِ منعتـهـا مطـروقـة َ السـبـلِ
فــأيَّ عــارٍ جلبـتـمْ بالخـمـولِ عـلــىما شادهُ السيفُ منْ فخرٍ علـى زحـلِ
إِنْ لَـمْ يَكُـنْ لِلْفَتَـى عَقْـلٌ يَعِيـشُ بِــهِفَـإِنَّـمَـا هُـــوَ مَـعْــدُودٌ مِـــنَ الْـهَـمَـلِ
فبادروا الأمرَ قبـلَ الفـوتِ ، وانتزعـواشِكَالَـة َ الرَّيْـثِ، فَالدُّنْيَـا مَــعَ الْعَـجَـلِ
وَ قـلـدوا أمـركـمْ شهـمـاً أخــا ثـقــة ٍيكـونُ رداءً لكـمْ فـي الحـادثِ الجلـلِ
ماضي البصيرة ِ ، غلابٌ ، إذا اشتبهـتْمسالـكُ الـرأي صــادَ الـبـازَ بالحـجـلِ
إنْ قــالَ بــرَّ ، وَ إنْ نـــاداهُ منـتـصـرٌلَبَّـى ، وإِنْ هَـمَّ لَـمْ يَـرْجِـعْ بِــلا نَـفَـلِ
يجـلـو البديـهـة َ باللـفـظِ الـوجـيـزِ إذاعزَّ الخطابُ ، وَ طاشتْ أسهمُ الجـدلِ
وَلاَ تَلَـجُّـوا إِذَا مَـــا الـــرَّأْيُ لاَحَ لَـكُــمْإنَّ اللجـاجـة َ مـدعـاة ٌ إلــى الفـشـلِ
قدْ يـدركُ المـرءُ بالتدبيـرِ مـا عجـزتْعَنْهُ الْكُمَـاة ُ، وَلَـمْ يَحْمِـلْ عَلَـى بَطَـلِ
هَيْهَاتَ، مَا النَّصْرُ فِي حَدِّ الأَسِنَّـة ِ، بَـلْبقـوة ِ الـرأي تمضـي شوكـة ُ الأســلِ
وَطَالِـبُـوا بِحُـقُـوقٍ أَصْـبَـحَـتْ غَـرَضــاًلِـكُــلِّ مُـنْـتَـزِعٍ سَـهْـمــاً، وَمُـخْـتَـتِـلِ
وَ لاَ تخـافـوا نـكــالاً فـيــهٍ منـشـوكـمْفالحوتُ في اليمَّ لا يخشى مـنَ البلـلِ
عيشُ الفتى فـي فنـاءِ الـذلَّ منقصـة ٌوَ الموتُ في العز فخرُ السادة ِ النبـلِ
لا تتركـوا الجـدَّ أوْ يبـدو اليقـيـنُ لـكـمْفالجـدُّ مفتـاحُ بـابِ المطلـبِ العضـلِ
طــوراً عـراكـاً ، وأحـيـانـا مـيـاسـرة ًرياضـة ُ المهـرِ بيـنَ العنـفِ وَ المـهـلِ
حتـى تـعـودَ سـمـاءُ الأمــنِ ضاحـيـة ًوَيَرْفُلَ الْعَدْلُ فِـي ضَـافٍ مِـنَ الْحُلَـلِ
هــذِي نَصِيـحَـة ُ مَــنْ لاَ يَبْتَـغِـي بَــدَلاًبِكُمْ، وهَلْ بَعْدَ قَوْمِ الْمَـرْءِ مِـنْ بَـدَلِ؟
أَسْهَرْتُ جَفْنِي لَكُمْ فِـي نَظْـمِ قَافِيَـة ٍمَا إِنْ لَهَا فِي قَدِيـمِ الشِّعْـرِ مِـنْ مَثَـلِ
كالبرقِ في عجلٍ ، والرعدِ فـي زجـلٍوَالْغَيثِ فِي هَلَـلٍ، وَالسَّيْـلِ فـي هَمَـلِ
غَـرَّاءُ، تَعْلَقُهَـا الأَسْـمَـاع مِــنْ طَــرَبٍوَتَسْتَطِـيـرُ بِـهَـا الأَلْـبَـابُ مِــنْ جَــذَلِ
حَوْلِـيَّـة ٌ، صَـاغَـهَـا فـكْــرٌ أَقَـــرَّ لـــهُبِالْمُعْـجِـزَاتِ قَبِـيـلُ الإِنْــسِ وَالْـخَـبَـلِ
تـلـوحُ أبياتـهـا شطـريـنِ فــي نـســقٍكالمرفـيـة ِ قــدْ سـلـتْ مــنَ الخـلـلِ
إِنْ أَخْلَـقَـتْ جِـــدَّة ُ الأَشْـعَــارِ أَثَّـلَـهَـالَفْـظٌ أَصِيـلٌ، ومَعْـنـى ً غَـيْـرُ مُنْتَـحَـلِ
تفنى النفوسُ ، وَ تبقى وَ هيَ ناضـرة ٌعلـى الدُّهُـورِ بَقَـاءَ السَّبْـعَـة ِ الـطُـوَلِ
</font></b>
.
.






  رد مع اقتباس