خطوة الى الأمام نمضي معاًًً، عرباً وأكراد وأقليات، نطوي صفحات الماضي بأحزانها، بجراحها، بآلامِها، نعود مِن جديد عودة الروح الى الجسد، عودة النبض إلى القلوب، عودة الشمس إلى إشراقة الصباح، نعود حيث النخيل الباسقات على ضفاف الرافدين، نعود حيث شجرة الجوز تزهو بثوبها الأخضر بين الوديان والجبال.
ليكن بيننا عهد الوفاء، نتصافح، نتعانق مِن جديد، عناق الود والمحبة، عناق الأخوة والوئام، لننثر المحبة في سماء العراق، ونزرع بذور الأمل في كل ربوعه، مِن زاخو إلى الفاو، يداً بيد نمضي إلى الأمام، نشد بأيدينا ننتمايل على نغمات الطبل والمزمار، نغني معاً مِن جديد ( هربزي كورد عرب رمز النضال(1)).
ليكن بيننا عهداً للوفاء، وأملاً يسموا بروائع الإنجازات، نسدل الستائر البالية على نوافذ ماضينا، نفتح أبواب النور على الحياة، نودع الظلام، نشعل شموع النذور في صواني الفرح، نمضي معاً خطوات مباركة.
ليكن بيننا عهد الوفاء، لتكن قلوبنا صافية كنبع يجري فيه روح الصفاء، يروي الظمئ، يسقي منه كل الناس، لتكن قلوبنا ناصعة البياض كثلوج قمم كاره وكورك وهندرين(2)، ليكن السلام طريقنا منهُ وإليه نسير معاً دون عناء، نبدأ مِن جديد، نضمد جراحنا، نمسح دموعنا، نلملم أحزاننا نتركها في مهب الرياح تمضي دون عودة.
ليكن بيننا عهد الوفاء، لِنُخرج مِن أرضنا مَن وأد الأمنيات، مَن وأد البسمة على شفاه الأطفال، مَن أغتال الفرحة في قلوب الأمهات، مَن دفن فلذات الأكباد، مَن صاح بأنين الظلم خلف القضبان، مَن غمس لقمة الخبز بالدم والدموع والحسرات.
ليكن بيننا عهد الوفاء، يا أبناء العراق البررة، يا بيشمه ركة الأرض الطيبة، لنحتفظ بالحزن كبريائاً نبيلا في نفوسنا وقلوبنا، لنسجل مع حزننا طاقة جديدة للحياة، لنملأ غداً بالتفاؤل والعمل، لنرسم آمالنا، أمنياتنا، أحلامنا بألوان زاهية، لتعانق نخيل جنوبنا كروم كردستاننا، لتتغزل قمم جبالنا بمياه أهوارنا، لتهل زغاريد الأمهات، وتصفق أكف الأطفال لعودة الفرح.
ليكن بيننا عهد الوفاء، لتشرق الشمس مِن جديد على عراقنا وكردستاننا وكل شبر مِن أرض العراق، لترفرف البيارق بألوانها الزاهية، لنرسم في قلب الشمس راية الله أكبر، الله أكبر ونحن نعهد عهد الوفاء، الله أكبر ونحن أخوة في دم والروح، الله أكبر ونحن قوة لا تقهر ولا يهزها العواصف والأعاصير ورياح الطامعين.
ليكن بيننا عهد الوفاء، قسماً بيننا أبد الدهر، عراق أخضر وكردستان خضراء، وسماء بألوان القوس والقزح، وطنٌ واحد وشعبٌ واحد، أرحلوا أيها الطواغيت والمنافقين والمتجبرين، ففي أعماق أرضنا جذور صلبة متماسكة بقوة المحبة والإيمان مِن الشمال إلى الجنوب، نحن شعبٌ لا يهاب الموت، ولا يخشى جبابرة الزمان، ولا يقبل بالذل والهوان، في طريق الحق نمضي، فبيننا تاريخ وحضارات، وبيننا عهدٌ على الوفاء.