شكا الدكتور جمال مرسي غربته، ثم شكا الأستاذ نبيه سعدي الغربتين...
و رغم روعة قصيدتي أستاذيَّ الفاضلين... وجدت ألاّ بأس لو علما بكمِّ غرباتي من خلال حرفي المتواضع
أطال الله أعمار الجميع و لا أطال عمر الاغتراب
ألا تبًّا لهـا أ فـلن تؤوبـوا ؟
فمنكم كان في الأوطانِِ طِيْـبُ
ألا تبَّـا لغربـةِ أهْـل بيتـي
مَنافٍ قد ذوى فيهـا الغريـبُ
إليكَ أخي نبيهُ، فهـنَّ عَشـرٌ
و كلٌّ ليْ بهـا قـدرٌ؛ نصيـبُ
على أيّوبَ لو حلّـت لعانـى
و نادى: من كذا صبرٍ أتـوبُ
فواحدة ٌبقلبي مُـذ هَجَرْنا
ديارًا كان ليْ فيهـا حبيبُ
و ثانية ٌهنا؛ مات المُثنَّى
شهيدٌ عنْهُ تسألني الـدروبُ
و ثالثةٌ لنا في سجـنِ بوكـا
أسودٌ خلْـفَ قضبـانٍ تغيـبُ
و رابعةٌ فعاشرَةٌ توالَتْ
على قلبي و زارتني الخطوبُ
فهلْ مِن غربةٍ أقسى و أنكـى
إذا ما الروحُ شحّتْ تستجيبُ ؟
أصابتني، و كانت فيَّ أمضـى
مِنَ السيفِ المهنَّد ِإذ يصيـبُ
***
نجومًا كنتَ يا وطنـي و كنّـا
و عنْ أرضيك لا شمسًا تغيـبُ
غريبًا صرتَ يا وطنًا تسامـى
على جُرحٍ علا فيـه الوجيبُ
فتهجيرٌ و قتـلٌ فـي بـلادي
و زادَ بغربتي ألمـًا؛ نحيـبُ
و بيْنَ مُفارِقٍ و مَعًا مَضينا
عصيبًا صارَ عَيشي لا يطيـبُ
و أضحى كـلُّ مشتاقٍ بعيـدًا
تعالوا، يا بني وطني و ثوبـوا
حنانيكم، فأنتم ضـوءُ عَينـي
و ذُخري حيثما حلّتْ خطـوبُ
و ذي الأوطانُ تذكرُكم و تشكو
صباياها، فهلْ منْكم مجيـبُ ؟
تغيبُ الشمسُ إن غبتم و تبكي
على أوطان يغزوها الغريـبُ
سلامٌ يا بنـي بلـدي سـلامٌ
عساهُ لقاءُ يجمعُنـا ؛ قريـبُ