كل هذا وأنا في غياب وغيبوبة وقد كان الرسول قريبا مني مسافة وردة وقبلة تعرفنا إلينا في موقع قناديل الفكر والشعر نتبادل الحب والشعر زمنا طويلا حتى غاب عن الموقع ولم أدر كيف ولم وإلى أين حتى كانت صدفة جميلة عرفتني إلى النبع الزلال وحوذيته الفاضلة عواطف ونشرت فيه أولى قصائدي حتى فوجئت بتعقيب جميل من عبد الرسول وهو فرح بي يكاد لا يصدق اني في النبع بلحمي وشحمي وتم تبادل الكلام بيننا قرابة أسبوع حتى بلغني نبأ وفاته الصاعق الذي زعزعني وهد حيلي فكان أن كتبت أول قصيدة رثاء فيه وفي ذكراه الثانية كتبت قصيدة ثانية وها أنا أكتب نصا ثالثا في ذكراه الثانية
لقد قرأت كل ما كتبه الزملاء والزميلات هنا فشعرت بالفخار يعتريني وأنا أرى صديق العذب محاطا بكل هذه القلوب الصافية والمشاعر الجارفة
لكنه الموت يأتي أخيرا ويبقى الذكر الفواح مخلدا الإنسان الذي قدم للحياة اجمل ما في الحياة: الحب والشعر
الرحمة على روحك الطاهرة يا عبدالرسول أيها الإنسان الإنسان
فيما يلي قصيدتان
الألى كتبتها في ذكراه الأولى
والثانية كتبتها توا في ذكراه الثانية
وداعك كان مرا ..كان مهلا= فيشوي الوجه والقلب المدلى
أعود إليك والدنيا خراب =.وأنت هناك روح ليس تبلى
أيا عبدا لرسول وأنت خل= فيا فرحي ولي قد كنت خلا
وكان الحب عندك سلسبيلا= فقلبك لم يكن يقتات غلا
أعود إليك والأحلام تترى.= تموت فتصبح الآفاق محلا
محال أن تعود إلي يوما= فكيف أزور عالمك الأجلا
أترضى أن أزورك ذات يوم= تقدم لي القصيدة حين تتلى
تقدم لي صفاتك عابقات= كصوت الطائر الشادي وأحلى
مللت من الحياة وهي وهم =فهل يرضيك حقا أن أملا
شعوري أن حلمي في سراب= وكم عانيت حلمي المضمحلا
قبيل الموت عاقرنا حياة =ولكن كنت أسرع ..غبت قبلا
سخرت من الحياة ..أدرت ظهرا= لها.. لم تكترث قلبا وعقلا
لماذا لا ترد على صحاب=كدأبك شاعرا فذا معلى
لقد كتبوا حروفا حائرات= وكم للشعر قد كنت المصلى
عليك سلامي العالي حبيبي= مقامك من سلام الناس أعلى
***
كان الرسول أحبه ويحبني = حتى أتى خبرالرحيل يهزني
لاقيته بعد الغياب بلحظة = مثل الذي يحظى بأجمل موطن
عانقت فيه الشعر والحب الذي = أضفاه دون تردد وأعزني
عبد الرسول وأنت قلعة عبقر = لم تنكسر.. لم تنهزم..لم تنثن
وكم التقينا في القناديل التي = قد جمعتنا في رباط أمتن
في النبع كان لقاؤنا فوح الشذا = أمددته بقصيدة وأمدني
لكنه قد غاب كي أكتوي = بلهيب نار مستديم مزمن