عرض مشاركة واحدة
قديم 07-05-2013, 09:12 AM   رقم المشاركة : 5
عضو هيئة الاشراف
 
الصورة الرمزية منوبية كامل الغضباني





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :منوبية كامل الغضباني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: القارة المفقودة في الذاكرة الموؤدة

أحمد العابر[أخيّ الرّقيق]
نصّ موجع وكتابة موغلة في هموم أزمنة لا تشبه ما فات واندثر...
عود الى زمن البدايات في زمن النّهايات بدافع الحنين الى الجذور الأولى والملامح الأولى ...وكيف لا تكون الكتابة في هذا الزّمن منغرسة في القلق والتّوتر منصهرة فيه متسّمة بدوافعه
انّها كتابات العصر يا أحمد التي يجيئ ابداعها مظطربا متماوجا بما يعتمل في صدورنا في محاولة جاءت جدّ موفّقة منك في الكشف عن مظاهر القلق والتّوتر الذي يكتنف محيكنا
والوعي بالزّمن وملامحه وتداعياته فينا يا أحمد هو مرجع نصّك الجميل وقد استخدمت سحر ماضيه في هذا المقطع منه

كانت الروح يوم كانت يافعه وعلى جناحيها
تنبت ريش الطيران هادئة تفيض شوقا
ووجدا حيث الجمال حولها..قداسة وبهاء
وفرح..كان العشق يتبختر عند شواطيء
دجلة وفي الازقة اغاني الهوى وباحة
الدار تعيد صدى المواويل وفي زواياه
المضيئة بوهح الانبهار.........
كان الجمال مشبع بالاقحوان,رشيق الهوى
,انيق الوجد,كان الجمال مطراً عطره الياسمين
والرياح رقيقة ان هبت وان سكنت..لم تكن الروح
تعرف جزيئات الدقيقة ولا تعد الساعات,كانت
ضحكتها ضحكة عصافير صدى ضحكتها تطرب
له ورود الواحة المليئة بشتلات الزهور.......

واستخدمته ببراعة واقتدار لتمثّل راهنا مختلفا تعمّه رتابة وكآبة وشجن وتوتّر وهذا ما عبّرت عنه هنا في هذا المقطع
منذ ان وقع
زلزال الزمن وصار بيننا محيطات
منذ ان اصبحت القارة المفقودة القابعة
في ركن الذاكرة الموؤدة..قارتي الان
بعد ان انشطرت شطرين..موشومة
باالاضطراب والمزاجية واعباء التصحر
ورحيل الغيوم وهجرة البلابل..موشومة
بغبار اتربة من واحات غادرتها الانهر..

فالتّوتر والإهتزاز وزلزلة الرّوح من الرّاهن يندفع بوجدانك صوب كتابة تتماوج بين سحر وجمال الماضي ورعب الحاضر وضراوته دون أمل يا أحمد
دون أمل يا أحمد فقفلة النّص موجعة وأنت تقول
النّهايات قد شارفت...
فرؤيتك الفرديّة يا أحمد تنبثّ في رؤيانا الجماعيّة ...فالقارّة المفقودة في ذاكرتك الموؤودة قد تكون موجودة في منعطف بعيد أو ربّما قريب ولكنّك يا أحمد جعلت كلّ أمل في العثور عليها يضيع منّا وسرّبت لأخيّتك شعورا بأنّ الحلم توقّف...والحلم يا أحمد بعض من وهمنا نمضي به الى أزمنة منفتحة
ولكن شئت يا أحمد أن تكون ذاكرتنا هنا بالمرصاد لكلّ صحوة من رداءة الزّمن ...
أتعرف يا أحمد أنّي أنصهرت بكلّ وجداني في نصّك فوجدت حزنا من الرّاهن الذي قد نكون نحن صانعيه ومفبركيه بضياعنا وضياع تاريخنا وجغرافيتنا وأرضنا التي استحالت يبابا ....
أخي الغالي
قرأت نصّك باهتمام شديد فانكشفت البعض من معانيه البليغة ومكث بعضها محتجبا متأبيا مستعصيّا وقد يتأسّس عليها في فكري ووجداني نصّا محاكيا له في قادم الأيّام ...
انّها الكتابة التي يتنازعنا فيها زماننا وأقدارنا وهي في منظوري أدّق الكتابات وأبلغها وأعمقها على الإطلاق لأنّها فسحتنا التي تستوعبنا في في وجودنا في المكان وفي حركة الزّمان ...
دمت أخيّ أحمد ولنتواصل في علاقتنا بمّا يتجمّع فينا جميعا من حقائق ورؤى وملاحظات وانفعالات في الزّمان والمكان ...













التوقيع

لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ:

سيِّدةً حُرَّةً

وصديقاً وفيّاً’

لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن

لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن

ومُنْفَصِلَيْن’

ولا شيءَ يُوجِعُنا
درويش

  رد مع اقتباس