للفكاهة دلالات متعددة منها :
1/ الدلالة اللغوية فالفكاهة من التفكه وتفكه القوم اكلوا الفاكهة ومن المجاز تفكه بكذا اذا تلذذ به وفاكهت القوم مازحتهم والاسم الفكيهة والفكاهة وفي الاصطلاح الفكاهة هي طرفة او نادرة او حكاية موجزة يسرد فيها الراوي حادثا
واقعيا او متخيلا يثر اعجاب المتلقين ومن الالفاظ المرادفة للفكاهة التبسم والبشاشة والبشر والبهجة والدعابة والسخرية والسرور والضحك والطرفة والمرح والملحة والنكتة وغيرها
2/ الدلالة الادبية ونقصد بها اساليب التهكم الادبي التي يلجأ اليها الادباء لاثارة اعجاب الآخرين وتكون العيوب الجسدية هدفا لسهام الفكاهة وكذلك العيوب النفسية والغفلة والبلادة واللعب بالالفاظ واللعب بالمعاني
3/ الدلالة الفلسفية وفيها ان الضحك يقابل البكاء وقد رفع احد الفلاسفة البكاء شعارا له وهو هريقليطس وكان يلقب بالفيلسوف الباكي في حين جعل ديموقريطس الضحك شعارا له وكان يسخر من الذين يستسلمون للبكاء
4/ الدلالة الدينية ورد ذكر الضحك في الكتب السماوية في الاخبار عن كل ما جرللانبياء والضحك فيها يأتي للسخرية حيث كانت سلاحا يشهرها الكفار بوجه الانبياء كما سخر فرعون من موسى وقوم نوح منه
لم يكن هدفنا التوسع في الدلالات المختلفة للفكاهة وانما اردناها مدخلا للموضوع الذي قصدناه
واسلوب التهكم والهجاء من امض الاسلحة التي استعملها الشعراء ، يقول الحطيئة في هجاء امه
تنحي فاجلسي مني بعيدا *** أراح الله منك العالمينا
ألم أوضح لك البغضاء مني *** ولكن لاأخالك تعلمينا
أغربالا اذا استودعت سرا *** وكانونا على المتحدثينا
جزاك الله شرا من عجوز *** ولفاك العقوق من البنينا
حياتك ماعلمت حياة سوء *** وموتك قد يسر الصالحينا
فكلام الحطيئة على قساوته الا انه حمل من الفكاهة مايخفف قساوته فقد شبه امه بالغربال الذي لايحفظ الاسرار ، واسلوبه يثير ضحك القاريء ، بل ان هجاءه لنفسه اثار ضحك من يسمع شعره فهل يستطيع المرء ان يمنع نفسه من الضحك
وهو يتخيل الحطيئة واقفا امام بركة ماء مخاطبا نفسه
أبت شفتاي اليوم الا تكلما *** بسوء ولا ادري لمن انا قائله
أرى لي وجها شوه الله خلقه *** فقبح من وجه وقبح حامله
ومن صور الفكاهة :
جاء خاطب الى قوم فقال :
أنا فلان بن فلان وانتم لاتسألون عني اعلم بي منكم ، قالوا صدقت فما تبذل ؟ قال :
ألا ابلغ لديك بني يزيد *** باني لا اريد الى النساء
سوى ود لهن وان عندي *** ثريدا بالغداة وبالعشاء
وفي الليلة القادمة لنا جولة اخرى وسهرة رمضانية مع الفكاهة في الشعر العربي