السهرة في ليلتها الثانية
كانت اللحى مصدر تندر الشعراء لان اصحابها تفننوا في اطالتها وغرابة هيأتها
قال ابن مفرغ في وصف لحية والي سجستان عباد بن زياد
ألا ليت اللحى كانت حشيشا *** فتعلفها دواب المسلمينا
وقال ابن افلح العبسي في هجاء وزير ضئيل الجسم كث اللحية
لولا السواد وذقنه *** مابان في وقت الظلام
كزريق دجلة مابه *** ريش وباقيه عظام
وقال الشاعر
انا ابو فرعون فاعرف كنيتي *** حل ابو عمرة وسط حجرتي
وحالف القمل زمانا لحيتي *** وضعفت من الهزال خطوتي
وقال احدهم حين رأى رجلا ذا لحية كثة
ذا رجل شيخ له لحية *** انبتها الله بلا فائده
كأنها بعض ليالي الشتا *** طويلة مظلمة بارده
وبعد شهر صادف شاعرنا هذا الشيخ وقد طالت لحيته فقال
لحية الشيخ اشمخرت *** وعلى الفسق استمرت
بال ابليس عليها *** وعليها الناس خرت
والى لقاء في ليلة وسهرة رمضانية جديدة مع الشعر الفكاهي