نتواصل احبتي في سهراتنا الرمضانية برفقة الشعر الفكاهي فأهلا وسهلا بكم
زخر العصر العباسي بالترف فقد حمل ظواهر التنوع وبذور التغيير وقد تطورت الفكاهة مع هذا التغيير
أصدر الخليفة ابو جعفر المنصور اوامر بالتزام ازياء معينة في اللباس لطبقات الناس عند مقابلته ، من ذلك لبس القلانس الطوال وكانوا يعملونها بالقصب والورق ويلبسونها ، فقال احد الشعراء :
وكنا نرجي من امام زيادة *** فزاد الامام المصطفى في القلانس
تراها على هام الرجال كأنها *** دنان يهود جللت بالبرانس
وفي عهد المعتصم دخلت الاعاجم الى السلطة واصبح ضعف الخلفاء واضحا وضاعت حقوق الناس وزالت هيبة الحكم ، فقال احد الشعراء هاجيا المعتصم :
ملوك بني العباس في الكتب سبعة *** ولم يأتنا في ثامن منهم كتب
كذلك اهل الكهف في الكهف سبعة *** غداة ثووا فيها وثامنهم كلب
واني لأزهي كلبهم عنك رغبة *** لانك ذو ذنب وليس له ذنب
لقد ضاع أمر الناس حيث يسوسهم *** وصيف وأشناس وقد عظم الخطب
وسخر شاعر آخر من الخليفة المستعين بن المعتصم بقوله :
خليفة في قفص *** بين وصيف وبغا
يقول مالقنه *** كما تقول الببغا
وقال شاعر آخر مخاطبا احد الوزراء اسمه عباس :
لعن الله الذي *** قلد عباس الوزاره
لم يزل يعرف بالزو *** ر قديما والعياره
وأمير أعجمي *** كجمار بن حماره
رحل الاسلام عنا *** بتوليه الوزاره
ونختتم سهرتنا بأبيات الخوارزمي التي يسخر فيها من ضعف بعض الخلفاء :
مالي رأيت بني العباس قد فتحوا *** من الكنى ومن الالقاب ابوابا
ولقبوا رجلا لو عاش اولهم *** ماكان يرضى به للحش بوابا
قل الدراهم في كفي خليفتنا *** هذا فأنفق في الاقوام القابا
والحش هو الحمام
والى سهرة رمضانية جديدة استودعكم الله