ونستمر احبتي في سهرتنا الليلة مع نوادر الطفيليين
كان السري الرفاء يعاني من شظف العيش وقلة الرزق فقال وهو ينتظر الطعام مع اصحابه
جياعا نصف الزيتون *** لو أمكن والجبنا
ونطري السمك البني *** والجردق والبنا
وكنا ننثر الدر *** من القول فخلطنا
الى ان كبر العصر *** وهللنا فكبرنا
ونش السمك المقلي *** بالقرب فسبحنا
ويروى ان شاعرا زار صاحبه في بيته فوجده يأكل طفشيلا ( هي الكوارع او الباجة بلغة اهل العراق ) فقال
عين جودي لبرمة الطفشيل *** واستهلي فالصبر غير جميل
فجعتني به يد لم تدع للذر*** في صحن قدرها من مقيل
كان والله لحمها من فصيل *** رائع يرتعي كريم البقول
فخلطنا بلحمه عدس الشام *** الى حمص لنا مبلول
فأتتنا كأنها روضة ابالحز *** ن تدعو الجيران للتطفيل
وهذا طفيلي ينصح صحبه بعدم الجلوس بل البحث عن الطعام يقول
ويحك هذا الزمان زور *** فلا يغرنك الغرور
لاتلتزم حالة ولكن *** در بالليالي كما تدور
ويقول طفيلي آخر
هذا الزمان مشوم *** كما تراه غشوم
الحمق فيه مليح *** والعقل عيب ولوم
والمال طيف ولكن *** حول اللئام يحوم
والى سهرة جديدة تقبل الله صيامكم