السلام عليكم وتقبل الله صيامكم

نستمر في سهرتنا هذه الليلة مع شعراء الاندلس وفكاهاتهم

يقول ابن عبد ؤبه ساخرا من مجتمعه الذي ارتفع فيه الوضيع وقل شأن الادباء

ارى كل فدم قد تبجح في الغنى *** وذو الظرف لاتلقاه غير عديم

ويتهم ابن خفاجة العلماء والزهاد بالنفاق والرياء فيقول

درسوا العلوم ليماكوا بجدالهم *** فيها صدور مراتب ومجالس

وتزهدوا حتى اصابوا فرصة *** في اخذ مال مساجد وكنائس

ويرى ابو اسحق التنوخي الدنيا جيفة قذرة والطامعين بها كلابا يتجاذبونها ، قال

دنياك مهما اعتبرت فيها *** كجيفة عرضة انتهاب

ان شئت فاحتمل اذاها *** واصبر عليها مع الكلاب

وشبه عبد الله بن صارة البكري الدنيا بحيوان ميت كما شبه الناس بكلاب تتجاذبه ، قال

بنو الدنيا بجهل عظموها *** فجلت عندهم وهي الحقيره

يهارش بعضهم بعضا عليها *** مهارشة الكلاب على العقيره

وشكا ابراهيم الحجاري من زمانه وكان يرى نفسه غريبا فيه ، قال

سألته عن أبيه *** فقال خالي فلان

فانظر عجائب ماقد *** اتت به الازمان

دهر عجيب لديه *** عن المعالي حران

فما له غير ذم *** كما تدين تدان

والى سهرة جديدة استودعكم الله