 |
اقتباس: |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عواطف عبداللطيف |
 |
|
|
|
|
|
|
هذه الحروف ألقيت في جلسة إستذكار ضحايا الزلزال في نيوزيلاد التي كان للجالية العراقية فيها نصيب
إنا لله وإنا أليع راجعون
(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)) صدق الله العظيم
الى ضحايا زلزال كاريسجرج
شهداء في زمن الغربة \
عصفٌ مزق جسد النهار
أكوام حجارة
وأصوات مبهمة
وأنين هنا وهناك
أرجل فقدت الطريق
شلها العجز
وبحيرات تبتلع منْ يَمُر وهي تدور
فقد الليل أصابعه على رصيف الاحتضار
والشفاه تدلت
لم يعد يجيد العزف
ولا يستطيع الإبصار
القمر تدحرج خلف الجبل
والنور صار مشاعل
تحملها الأيادي لتعانق وجه الصباح
و يكبر الوجع!
الصباحات صارت بلا لون
والشوق اشتهاء ينام على صدر الأيام تناثرت أشلاء الحلم
عندما ماتت الأزهار واقفة
الأغصان لم يعد يرويها المطر
والحليب لم يعد له نهد
اختلطت الأعراق
وتوحد المصير
وانقطع خيط الأمل من على شرفة الروح
فتهاوت أسوار الصبر
وتوارت الفرحة تحت الأنقاض كل الدروب أصبحت مقفرة لم تعد تؤدي إلى شيء
العمر لحظة
والقدر تقدير الله في الأزل
يقف على الأبواب في كل وقت!
يخترق الأماكن!!
ونحن نلهو ونلهو.. ونكابر بلا وجل
لم يعد لألوان الحروف بريق
ولا للكلمات طعم
كل شئ جميل أخذته معها الريح
كل الأماني باتت سراباً
؛
شهداء في زمن الغربة!!!
نامت أرواحهم بهدوء وسلام
عندما توقف المسير في منتصف الطريق
الورود تركت مياسمها على وجه الليل
وتركت خلفها بقايا متجذرة من ذكريات
شروخ بعمق الجرح تتأوه بحرقة وألم
ولوعة تكتمها الغصة وشهقة لا تستطيع الخروج
أياد ممدودة الى السماء تبتهل
وأنين ينام بلهفة في حضن الوجع
د.ميسون
د.حسام
و......
لن تموت النخيل
ستبقى شامخة على مر الزمن
هذه هي الحياة
مسرعة تمر
تركض ونركض..
فينام الوهم في مقاعد الذاكرة
وإيقاعاته ترن
في أعناقنا إرث مليء بالغبار
متى ننفض عنه التراب
ونتعظ
ونفهم ونتعلم?
\
عواطف عبداللطيف
5\3\2011
|
|
 |
|
 |
|
سيدتي الفاضلة سيدة النبع المبارك
اسمحي لي أن أعيد هذا الحزن في هذا النص النثري إلى الساحة ليتجدد مادامت أحزاننا تتجدد ومنذ رسالة الحرف السومري :
الحرف واللوح سر حزن السومري
أحزاننا سيدتي ... وطن خط على رقم طيننا ، ليس بسومري من لا يحزن ، أو ليست الأحزان خبز السومري والنواح قريننا ؟
سيدتي ذكرت في هذه النثرية المؤثرة قصة حزن وكارثة والم غربة وفقد وموت وذكرت اسمين هما الدكتورة ميسون والدكتور الزميل والصديق حسام العاني رحمهما الله وأسكنهما فسيح جنانه بحق حرمة هذا الشهر الفضيل شهر الرحمة والغفران
نعم سيدي كما قلت ِ:
" تأخذناالغربةفي طرقاتها لتنال منا "
فهذا أخي وصديقي وزميلي الدكتور المغفور له حسام العاني وهو احد ضحايا هذا الزلزال المشؤوم عاش الغربة وهو في ريعان شبابه حين قبلنا أنا وهو وبعض الزملاء في جامعة البصرة ونحن نسكن بغداد والمسافة طويلة من بغداد إلى البصرة من قلب العراق إلى اقصى جنوبه ومررنا بتجربة الفراق لنسلك بعدها طريق الغربة ونمارس طقوسها
كان رحمه الله من عائلة معروفة في بغداد ، وهو خفيف الظل سريع البديهة ، يحمل روح الدعابة ويحمل من الذكاء ما يؤهله لدراسة الطب والعمل بهذه المهنة المباركة
رحمك الله يا حسام ومن على ذويك الصبر والسلوان وأسكنك فسيح الجنان
والف شكر لك سيدتي الكريمة على هذا الوفاء وأنت أهلا للوفاء
تقديري واحترامي
الدكتور نجم السراجي