روحي وروحك في وصال
الأجدل عبد الحليم
مــا كنـتَ تهـوى أن ترى جرزيمــا
لو لــم يكن فيـه الحبيُـب مقيمــا
ولما حننْتَ إلى الجلوسِ بسفحه
لـو لـم يكن بالعـاشقيـن رحيمـا
قف واسأل الأطلالَ فيه لعلها
تنبيك عمّن عاشَ فيه قديما
طمسَ البِلى منها معالِمَ رسمها
إلا بقـايــــا رُمّـمـــت ترميـمــا
وقفت بها الأحداثُ وقفةَ واعظٍ
يُنبيك ما صنـع الزمــانُ "برومــا"
أشجاكَ تنواحُ الحمام بسفحه
فأخذت تبكي مثلها مهمومـا
هذي على الأغصان تبكي إلفَهـا
وأنا على طللٍ بكيتُ رسومــا
رحلت طيور البِـشْرِ عنه فلا أرى
إلا غرابــا في الطلـول وبـوما
يتبادلان العول في جنباتهــا
طـورا.. وطورا فوقهن يحوما
*****
أما حبيبــا قد حننــتَ لوصلــه
فلقد أجدّ عن الحمى تصريما
أبدى زواجك في جبينيَ صُفرةً
فبدوتُُ من ألم الفراق سقيمـا
روحي وروحك في وصالٍ دائمٍ
ان كان فرّقنا الزمان جسـومـا
مضَتِ السنون فأصبحت أيامنا
ذكرى وحبلُ وصالنـا مصرومــا
جرزيم: جبل من جبال نابلس / فلسطين
الأطلال: الآثار الرومانيه في المنطقه