قراءة نقديّة لمجموعة[قراءات في دفتر الجنون ] للأديب عباس باني المالكي لصاحبها النّاقد جاسب المرسومي تميّزت بكثير من الإمعان الدّقيق والتّروي في الفهم في أدب بعيد المدلول كلّما عبرنا في آفاقه شعرنا بوطأة زمان غير قادر على انتزاع الماضي السّحيق من كبد كاتبه ولا اقتلاع الذّكريات من خياله ليظلّ محلّقا في عالمه الوجداني العميق طارحا معاني ادراكاته الذّاتية .....وقد ركّز النّاقد في هذه القراءة على الذّات الكاتبة للأديب عباس باني المالكي هذه الذّات التي هي أرحب من العالم نفسه والتي استطاع عباس الإنسان ان يلج هيكلها الدّاخلي ليرى جميع المشاهد التي تتلوّن في العالم الخارجي بمنظور قيّمه ورموزه وأسراره تاركا في هذا للنّقاد والاجيال علامات استفهام كبرى وافتراضات شتّى بين مقاومة ونمو جذوع وتكدّس رماد وانطلاق أجنحة ...حاملا لحقيقة ذات ظلّت في سلطانها وعنفوانها وتمردها وحيرتها تصارع قلق حادث هو قلق يتراوح بين الحضور الكوني والإلتزام بدلالاته وكشف عن المبهم الغامض منه والإمساك بوهج المعنى المتحرّك في مكامن ذاته القصيّة...
, ورغم استخدام كل أجهزتي الحديثة التكوين لكنني لم استطع تشخيص علَاته الكثر ,ِِ وما زلت اعشق هذا التيه بين سطور هذه الصفحات المجنونة . ورغم ذاك فأنا لم أعطي حق ما أعطية أو يعطيه أي كاتب يقرأ (( قراءات في دفتر الجنون )) حقها ,, فهي عمق كبير وشرخ واسع في ذاكرة الزمان والمكان والحداثة , فانا لم اعد أدرك منها سوى القليل كوني أراني أمام هرم كبير له قداسه وطقوسه .
وكم أذهلني أن ينهي النّاقد المتميّز جاسب قراءته بأقراره بالعجز والقصور عن ادراك علاّت عباس باني المالكي كما عبّر ...والتي وان اعتركت في قلب له سماته فهي تأبى الخضوع لأيّ سلطان غير سلطانه ...فهي وحدها المصهر الداخلي لكلّ ما يعتمل في وجدان وجوهر هذا الأديب الكبير ...ليظلّ مؤلّفه هذا مطمحا في سيره المطرّد نحو المولعين من النّقاد بقراءته لا يلتوي له عود ولا يلين له عنفوان ..
أحلم أن يسوق لي القدر نسخة من دفتر الجنون لأغمس ناظري فيه وأرحل في غياهبه وعمقه....
جليل تقديري للنّاقد جاسب المرسومي وتحيّة كبيرة للأديب القدير الرّهيب عبّاس باني المالكي