إلى روح الشاعرة فريدة الناصح
ألقيت في حفل التأبين الذي أقامته جمعية الثقافة العربية النيوزلندية عصر يوم 31\8\2013
لماذا رحلتِ
\
لماذا رحلتِ ؟
لماذا يغادرُنا الطيبونَ بدونِ وداعْ ؟
ألا تعلمينَ
بأنَّ كلينا كفرخٍ غريبْ
وقلبي وقلبُكِ ذاقا العناءَ بفقدِ حبيبٍ ؟
وطولِ الفراقْ
وذراتُ رملٍ تغطي الطريقَ
ألا تذكرينَ اللقاءَ الذي ضمنا..
لأولِ مرةْ ؟
وكان الحديثُ يجسّدُ عشقاً كبيراً
لأرضِ العراقْ
لأرضِ السوادْ
لضَوْءِ النهارْ
وريحُ الحنينِ تغطي الربوعَ
وأسرابُ طيرِ السنونو تجوبُ السماءْ
تزورُ الديارْ
تداري الجراحَ بقلبٍ عليلْ
وضلعٍ يئنُّ من الالتياعْ
يئن عليهِ الأنينَ المباحْ
وشوقٌ كبيرٌ كشوقِ العطاشِِ لقطرةِ ماءْ
كتبنا الحروفَ بصمتٍ طويلْ
رسمنا النداءَ بوحي العيونْ
ليبقى العراقُ منابتَ حبٍّ
وحقلاً يبثُّ الجمالْ
وننسى العذابْ
وننهي العناءْ
فباتت خطانا تغوصُ عميقاً بأرضِ السرابْ
ولا طيرَ يصدحُ في الانتظارْ!!!
ويبقى الصراعْ!!!!
لماذا رحلتِ ؟
فهذا عليٌّ
وهذي مهادْ
يعيدونَ بثَّ الجوى والنداءْ
كأنَّ غيابَكِ عنّا ، أكاذيبُ...
محضُ افتراءْ
ببعدكِ عنا تمورُ الجبالْ
وتلهو الرياح بما في الخيالْ
وحتى الصحابْ
يدينون هذا الغيابْ
بحرفٍ حزينٍ
يزيدُ الخطابْ
تمد يديها لنورِ الصباحْ
بباقاتِ وردٍ تخفّفُ آلامَ تلك الجراحْ
وتسقي الحنينَ
بحُلْمٍ مُتاحْ
تفتشُ عنكِ...
تقلّبُ تلك الوجوهْ
لماذا رحلتِ
لماذا البعادْ ؟؟؟ !!!!
فبُعدُ الأحبةِ يدمي الفؤادْ
فهل من لقاءْ ؟؟؟ !!!!!
،
\
22\8\2013
عواطف عبداللطيف