عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-2013, 04:05 PM   رقم المشاركة : 17
أديب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سيف الدين الشرقاوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: رسائل مابعد العتمة :صباح القهر يا وطني

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
صباح القهر يا وطني

صباح القهر والاوجاع ايها الوطن,,,



وددت لو أن بميسوري أن أخرج الآهات الحرى من صدري,, بكل مراراتها تلك الزفرات الكاوية وهي تغلي في قلبي كماء القدر

منذ ان غاذرت العتمة لم اشهد موقفا هزني من الاعماق كموقف شهدته بعيني وتمزق له قلبي وتحسرت عليه كل جوارحي ودمع منه قلبي قبل عيوني... وتمزقت له نياطي وكأنه خنجر اخترق اضلاعي بعنف وقوة
تحركت مشاعري وكنت اظنها قد تحولت بعد رحلتي في المعتقلات الى صحراء قاحلة لا ريح ولاماء ولانسمة هواء,, فقد شوهتنا العتمة
لكنها تحركت ,, دفعة واحدة كفيض طوفان او زمجرة بركان

رجل في عقد الرابع يسوق امرأة تبدو على محياها معاني البؤس تكاد أن تنطق,, يسحبها كأني به يسحب عبدا مملوكا لايسعه الا ان يطيع سيده في استخداء ومرارة تمزق الاكباد,,,
كم حز في نفسي ان اعرف انها أمه,,, كان يسبها سبابا مذقعا موجعا
يسب امومتها يخدش طهرها,,,

الى الله اشكو لم تتحرك دموعي فقد تحجرت في محاجري بينما الناس ترى وتشهد وتروح وتغدو,,, استجمعت قواي واتجهت صوبه كنت ارغب في أن أتف في وجهه ,, لكن احدهم سبقني اليه ,, وبينما انا اتجه نحوهما في رتابة وحزن عميق ,,سمعته يسب رب العزة سبابا تهتز له السماء وتشيب من هوله الولدان,,,, لقد انتزع انسانيته واصبح وحشا كاسرا ,, التفت نحوها لعلي أرى الأم المقهورة,,, وبينما هو يسب ويشتم,,, سحبنا الام المكلومة بعيدا,, وهي ترتجف كالعصفور ان بلله ماء النهر

لمحت في وجهها طهرا وانكسارا

لم تنبس ببنت شفهة ظلت صامتة تنظر نظراتها الزائغة
قال احدهم سيعود,,, فزادت المرأة ارتجافا وذعرا
بينما صوت اخر يهمس اين الشرطة والامن
ابتسمت بمرارة وقلت له انه مشغولون لايعتقلون الا المتطهرين
اما هذا ,,, فانه مواطن صالح بمعايير المواطنة في بلادنا
ثم انصرفت وقلبي محطم بين اضلاع الجسد
وانا أردد بحرقة بالغة
صباح القهر والاوجاع يا وطني









  رد مع اقتباس