.....لأنّي من جيل تربّى على مطالعة الكتاب الورقي ظللت الى حدّ الزمن الحاضر أتردّد على مكتبة مدينتنا التي تبعد عن سكنايا مسافة الكيلومترين...
أرتادها مرتين في الاسبوع فأجد نفسي بين طلاب وتلامذة يظلّون يرمقوني بعيون ملؤها الحيرة والتّعجب من سيّدة في سنّ متقدّم نسبيّا تجلس ساعات في المكتبة تطالع بعض الكتب وتقتني بعضها ....وتزاحمهم في استعارة بعض المراجع ...
والكتب اليوم والمؤلفات صارت تنشر على الإنترنات فتقرأ في لحظة واحدة في اقاصي العالم ولا تكلفّنا غير عناء الجلوس أمام الجهاز والبحث في الشبكة العنكبوتية عن ضالتنا في الشّعر في النّثر في القصّة في الرّواية وفي كلّ الأجناس الأدبيّة...ورغم سرعة النّفاذ ويسره فإنّ وفائي للكتاب الورقي ظلّ قائما .
كنت يومها في المكتبة أبحث عن مرجع في الشّعر في العهد العبّاسي الذي شهد ثورة ضخمة حيث ظهر كثير من الشّعراء الذين انتهجوا بالشّعر مناهج جديدة في المضامين والمعاني والأساليب والألفاظ حتى فاقوا في كل ذلك من سبقهم من الشّعراء الإسلاميين والمخضرمين والجاهليين منهم .
كنت أتجوّل بين رفوف المراجع الأدبية في الغرض حتّى وقعت يدايا على مؤلّف طالعني فيه أسم الكريم أديبنا الرّاقي كمال أبو سلمى....
وكلّ ما أذكر أنّه مؤلّف أنيق الغلاف أثبتت صورة مؤلفه عليه مع اسمه .....
ورّقته دون تركيز يذكر فقد فوجئت ...وكم كان إاغتباطي شديدا
و انتابتني حالة من الصّفاء الذّهني غير مسبوقة جعلتني قادرة على تذكّر نصّ كتبه القدير أبو سلمى للأديبة الأنيقة وقار النّاصرأمّ الشّهيدين ...ثمّ أنّ انتماءنا الى نفس المنتدى جعلني أحسّ أنّي ألتقيت أخا لا مؤلّفا فقط فالمنتدى بيتنا وملتقانا ومكاننا الحميميّ الذي نلتقي فيه وله الفضل في اقامة روابط فكريّة بيننا وارساء علاقات تواصل نقيّة وجميلة في زمن قحط وجدب ...
تصفّحت المؤلّف بعجالة ثمّ أودعته مكانه في الرّف ...
ولمّاعدت الى بيتي طالعني اسم أخي كمال ابو سلمى ضمن قائمة المتواجدين فلم أتردّد في كتابة رسالة إليه أخبره بما حدث...
فكان ردّه أنيقا وجميلا وكانت فرحته كبيرة برسالتي....
ووعدته بالعودة الى المكتبة بعد مرور أيّام العيد لأستعيرالمؤلّف...
وفعلا كانت لي عودة الى المكتبة ....
وطفقت في رحلة بحث عن مؤلّف لكمال أبو سلمى .....
مؤلّف بين مئات الكتب لم أنتبه لعنوانه بقدر انتباهي لإسم مؤلفه......
يتبع.......
[/SIZE][/COLOR]