هو ظلّ في صحرائي...
يمتدّ في خلجاتي ...
فيه النّدى ...
منه التّقى....
فيه سحابة عطر..
وأنا من رحم روحه....
ولولاه لجفّت الحياة في كبدي...
هوفي ذهولي ...
في انقباضي ....
ووهج روحي...
وكلّ الذي منه يساورني
ملء حسي...
ملء هاجسي ....
ملء نبضي....
ملء غرقي ...
هو الأعماق...
والآفاق ....
والأغوار ....
منبثّا فيّ...
بصمة وطباعا..
وخلق....
أذكره فيتلاشى العصف بأعصابي...
وتتّضح السّبل......
سأحتفظ بذكراه...
وأحمله منارة.....
في كلّ الثّنايا ....
فهو وتري ...
وملء ما تبقى من دمي...
في ذكرى رحيلك يا أبي...
يلبسني شوقي اليك أبدا
فكم أفرغت من طهرك في دمي...
وكم صرت عبير منهلي...
يا من ...أشتاقك يا أبي ...
ولم يبق لي من ذكراك....
غير روحك المتدفّّقة في أوردتي....