مفصل خطبة النبى (صلى الله عليه وآله) يوم الغدير(1)
ربما استغرقت خطبة النبي (صلى الله عليه وآله) في الغدير نحو ساعة، لأنها كانت شاملة ومفصلة. وقد قسَّمناها إلى إحدى عشرة فقرة:
1. العبودية والتسليم لله
في الفقرة الأولى من الخطبة بدأ النبي (صلى الله عليه وآله) بحمد الله والثناء عليه، ذاكراً صفاته وقدرته ورحمته، شاهداً على نفسه بالعبودية المطلقة أمام الذات المقدسـة، فقـال: "وأومن به وبملائكته وكتبه ورسله. أسمع لأمره وأطيع وأبادر الى كلِّ ما يرضاه، وأستسلم لما قضاه...".
____________
1- روضة الواعظين: ج 1 ص 89. الاحتجاج: ج 1 ص 66. اليقين: ص 343 باب 127. نزهة الكرام: ج 1 ص 186. العدد القوية: ص 169. التحصين: ص 578 باب 29 من القسم الثانى. الصراط المستقيم: ج 1 ص 169، نقلا عن كتاب الولاية تأليف المؤرخ الطبرى. نهج الإيمان: ص 92 نقلا عن كتاب الولاية تأليف المؤرخ الطبرى. بحار الأنوار: ج 37 ص 201 ـ 207، إثبات الهداة: ج 2 ص 114، ج 3 ص 558.
2. يا أيها الرسول بلِّغ!
ثم ألفت النبي (صلى الله عليه وآله) المسلمين إلى الهدف الأصلي من الخطبة، وأخبرهم أن الوحي نزل عليه بهذه الآية: (يا أيها الرسول بلِّغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلَّغت رسالته والله يعصمك من الناس)(1)، وأني يجب عليَّ أن أبلغكم الأمر الإلهي في علي بن أبي طالب، وإن لم أفعل فلايؤمن عليَّ من عذاب الله وعقابه!
ثم قال (صلى الله عليه وآله): إن جبرئيل هبط إلي مراراً ثلاثاً يأمرني عن السلام ربي وهو السلام أن أقوم في هذا المشهد، فأعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب أخي ووصيي وخليفتي على أمتي والإمام من بعدي الذي محله مني محل هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، وهو وليكم بعد الله و رسوله وقد أنزل الله تبارك وتعالى عليَّ بذلك آية من كتابه: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون)(2)، وعلي بن أبي طالب الذي أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكعٌ يريد الله عز وجل في كل حال.
ثم قال: لايرضى الله منى الا أن أبلِّغ ما أنزل الله الىَّ فى حق علىٍّ.