الغالية كوكب،
مداخلة رائعة اعطتني إحساس بأننا نجلس سوياً نحتسي كوباً من الشاي المنعنع ونتبادل اطراف الحديث...
كنت مثلك يا كوكب أستمع لوالدي رحمه الله بكل شغف وكنت اتشبث بتلابيب اللحظة التى نكون فيها معاً ، أنهل من خبرته الكبيرة وحكمته الواسعة وروحه المرحة..أطال الله بعمر والدك الغالي ومتعه بالصحة والعافية...لا شيئ يٌقارن بالحديث معه ولا شيئ اكثر قيمة مما سيعطيك من خبراته...ذاكرة ابائنا هي كتاب التاريخ الوحيد الذي له مصداقية...
نعم غاليتي طارت البركة من كل شيئ حتى الوقت...تخيلي هذه الايام نبدأ الأسبوع لنفاجأ بأننا في عطلة نهاية الإسبوع...عصر السرعة في كل شيئ...اما ما ذكرته عن حديث العائلة فلم تعد تلك الحكايا الجميلة هي محور الحديث..أينما أدرنا جهاز التلفاز نرى دماء وقتل ودمار هنا وهناك...نرى حرق مسلمين...نرى عمليات ارهابية تطيح بمواطنين مسالمين...فكيف سيكون الحديث وعن اي شيئ...بلا شك سيكون محور الحديث ما يدور حولنا...
كنا ننام ونحلم أحلاماً وردية والأن فقدنا القدرة على الحلم وان حلمنا فهي عبارة عن كوابيس ملطخة بالدم...
أما الجيل الجديد فما ذكرته عن ابن اختك ينطبق على معظم ابناء الجيل الجديد اللذين باتوا يبحثون عن هوية في عوالم اخرى خارج العالم العربي المنكوب بالفوضى وعدم الاستقرار والهزائم على كافة الأصعدة حتى الرياضية منها...شيئ طبيعي ان يبحثوا عن الانتماء الى ناد رياضي اجنبي ، او الى ثقافة اجنبية والكثيرون باتوا يتحدثون لغات اجنبية بدلاً عن العربية..
أما الفقرة الأخيرة فهي تلخص صراع الأجيال بين جيل حديث يتحرك بالتكنولوجيا الحديثة وجيل مختلف تماماً عنه، فجوة كبيرة على الكبار أن يحاولوا تقليصها بحكمتهم وتجربتهم وأن يحاولوا أن يستوعبوا ويقدروا حجم المتغيرات...شبابنا مظلومين فالنقلة كبيرة والتغيرات متسارعة والأحداث تبعث على الإحباط...
استمتعت كثيراً غاليتي كوكب بهذه المداخلة الرائعة...
مودة لا تبور،
سلوى