عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2010, 02:11 AM   رقم المشاركة : 5
الى رحمة الله





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :د. حسين علي محمد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: مع الروائي محمد جبريل

رؤية في عالم جبريل القصصي
بقلم: حسني سيد لبيب

تتجه معظم كتابات محمد جبريل القصصية والروائية إلى البحر. ونستطيع القول إنه يغمس ريشته في مداد البحر الصاخب، كما يمكننا القول إن جماليات القصة القصيرة عنده تتطلع إلى البحر في مده وجزره. وعلى سبيل المثال يمكننا القول إن قصة "أفق البحر" (*) . تمثل القصة النموذج التي يتجه فيها إلى الوصف، وصف المكان، والارتداد إلى الماضي القديم. ومن جمالياتها أيضا حديثه إلى القارئ عن صمت البنايات، وواجهة المدينة، وارتفاع طوابق العمائر، بحيث يسد على البحر أفقه المترامي الواسع. وفي القصة رغبة حارة في دخول المدينة من أي طرف من أطرافها، من أي زاوية من زواياها، وراوي القصة، وهو يتطلع إلى دخول المدينة، يلحظ تغيرها عن ماضيها، ويقف عند البوابة من يحول بينه وبين دخولها. حيث يمنعه هذا الشرطي ـ أيا كانت صفته ـ ما لم يكن معه تصريح أو إذن بالدخول. هنا المدينة أسيرة، محاصرة، وساكنوها أسرى المكان المغلق. تلعب المحاورة والمداورة بعدا جماليا آخر، يساعده في ذلك أسلوب متميز هادئ، أسلوب كاتب يتقن أداته الفنية ويتميز بالأناة والدربة. كما يمكننا القول ـ إن الكاتب ـ ربما ـ يقصد اغتيال مدينة تحت الحصار. أيا كانت التفسيرات، فإن القصة تتحمل شتى الوجوه، وهذا سر روعتها.
ـــــــــــــــــــــــــ
قصة "أفق البحر لمحمد جبريل" ـ جريدة الأهرام 26 مارس 2010م







  رد مع اقتباس