من بعد ذلك، تعالوا نسمع ما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول عن مناقب السيد خديجة بنت خويلد (عليها السلام)، فقد روي عنه قوله: "يا خديجة إن الله عزوجل ليباهي بك كرام ملائكته كل يوم مرارا"، وقوله: "والله ما أبدلني الله خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس، ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس"، وقوله: "خير نساء العالمين: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد"، وقوله: "خديجة سبقت جميع نساء العالمين بالإيمان بالله وبرسوله"، وقوله: "أحببتها من أعماق فؤادي"، وقوله: "أحبّ من يحبّ خديجة"، وقوله: "لم يرزقني الله زوجة أفضل من خديجة أبدا"، وقوله : "لقد اصطفى الله عليّاً والحسن والحسين وحمزة وجعفر وفاطمة وخديجة على العالمين".
لقد جمعت السيدة خديجة (عليها السلام) بين قدسيتها وموقفها حيث يقول واصفاً إياهن النبي الأمين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، قائلاً: "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع"، فكانت أولهن آسية زوجة فرعون والتي أخفت إيمانها، وثانيهن مريم بنت عمران أم النبي عيسى السيدة الطاهرة النقية، وكانت خديجة زوجة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ثالثتهن، لتلد العظيمة الرابعة أفضلهن وأكملهن وسيدتهن وهي سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام).
ومن حب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لخديجة (عليها السلام) أنه حينما توفّيت (سلام الله عليها)، في العاشر من شهر رمضان، وذاك بثلاث أعوام قبل الهجرة النبوية، حزن حزناً شديداً، حتى سمى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك العام بـ (عام الحزن)؛ حداداً عليها، فهناك الكثير في حياة ام المؤمنين خديجة الكبرى (سلام الله عليها) يستحق تأمله وتدبره.
وقد وردت أخبار كثيرة في كثرة أموال خديجة (عليها السلام). وروي في ذيل قوله تعالى: (ووجدك عائلا فأغنى) أن الله من على نبيه وأغناه بأموال خديجة (عليها السلام).
اسماعيل المصبح