( 2 )

تحمِلُني إليكَ يمامةُ وطنٍ
على وجنتيها مزروعة ٌ
وردةٌ من شوقٍ
وفوقَ الصدورِ رحيقٌ
جمعَـتْهُ سنواتُ العمرِ الماضية
لأنثُره بكلِّ ألوانِ الطيف
على ما تبقّى من أيامي
ألمْ تتراءَى لكَ
تلك الآهـاتِ المصقولة
ببكاءِ العمرِ
دفقات .. دفقات
حتى تخالَ أنهارَ الصبرِ
قد نضبَ ماؤها
وشحُبَ لونُها
وهمسيَ المتعالي فوقَ كلِّ الجراحِ
يتسلقُ أكفَّ الغمامِ ليصلَ إليك
أتدركُ يا ساحري
كيف أيقظَ شعاعُ حرفكَ
بسمةَ الفجرِ ذاتَ صحوةٍ ؟
حتى حلـّقتْ فراشاتُ النّدى باسمةً
فوق شرفةٍ خِلتُها غارقةً بالحزن
فاستلقى الحلمُ بنشوةٍ
فوق رابيةٍ ملأى بإشراقةِ الخريف