عرض مشاركة واحدة
قديم 05-22-2014, 09:30 AM   رقم المشاركة : 8
أديبة
 
الصورة الرمزية ليلى أمين





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ليلى أمين غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: حوار حول النهر المتجمد لميخائيل نعيمة

قصيدة النهر المتجمد لميخائيل نعيمة

يا نهرُ هل نضبتْ مياهُكَ فانقطعتَ عن الخرير ؟

أم قد هَرِمْتَ وخار عزمُكَ فانثنيتَ عن المسير ؟

***
بالأمسِ كنتَ مرنماً بين الحدائقِ والزهور

تتلو على الدنيا وما فيها أحاديثَ الدهور

***
بالأمس كنتَ تسير لا تخشى الموانعَ في الطريق

واليومَ قد هبطتْ عليك سكينةُ اللحدِ العميق

***
بالأمس كنتَ إذا أتيتُكَ باكياً سلَّيْتَني

واليومَ صرتَ إذا أتيتُكَ ضاحكاً أبكيتني

***
بالأمسِ كنتَ إذا سمعتَ تنهُّدِي وتوجُّعِي

تبكي ، وها أبكي أنا وحدي، ولا تبكي معي !

***
ما هذه الأكفانُ ؟ أم هذي قيودٌ من جليد

قد كبَّلَتْكَ وذَلَّلَتْكَ بها يدُ البرْدِ الشديد ؟

***
ها حولك الصفصافُ لا ورقٌ عليه ولا جمال

يجثو كئيباً كلما مرَّتْ بهِ ريحُ الشمال

***
والحَوْرُ يندبُ فوق رأسِكَ ناثراً أغصانَهُ

لا يسرح الحسُّونُ فيهِ مردِّداً ألحانَهُ

***
تأتيه أسرابٌ من الغربانِ تنعقُ في الفَضَا

فكأنها ترثِي شباباً من حياتِكَ قد مَضَى

***

وكأنها بنعيبها عندَ الصباحِ وفي المساء

جوقٌ يُشَيِّعُ جسمَكَ الصافي إلى دارِ البقاء

***
لكن سينصرف الشتا ، وتعود أيامُ الربيع

فتفكّ جسمكَ من عِقَالٍ مَكَّنَتْهُ يدُ الصقيع

***
وتكرّ موجتُكَ النقيةُ حُرَّةً نحوَ البِحَار

حُبلى بأسرارِ الدجى ، ثملى بأنوارِ النهار

***
وتعود تبسمُ إذ يلاطف وجهَكَ الصافي النسيم

وتعود تسبحُ في مياهِكَ أنجمُ الليلِ البهيم

***

والبدرُ يبسطُ من سماه عليكَ ستراً من لُجَيْن

والشمسُ تسترُ بالأزاهرِ منكبَيْكَ العارِيَيْن

***
والحَوْرُ ينسى ما اعتراهُ من المصائبِ والمِحَن

ويعود يشمخ أنفُهُ ويميس مُخْضَرَّ الفَنَن

***
وتعود للصفاِ بعد الشيبِ أيامُ الشباب

فيغرد الحسُّونُ فوق غصونهِ بدلَ الغراب

***
قد كان لي يا نهرُ قلبٌ ضاحكٌ مثل المروج

حُرٌّ كقلبِكَ فيه أهواءٌ وآمالٌ تموج

***
قد كان يُضحي غير ما يُمسي ولا يشكو المَلَل

واليوم قد جمدتْ كوجهِكَ فيه أمواجُ الأمل

***
فتساوتِ الأيامُ فيه : صباحُها ومساؤها

وتوازنَتْ فيه الحياةُ : نعيمُها وشقاؤها

***
سيّان فيه غدا الربيعُ مع الخريفِ أو الشتاء

سيّان نوحُ البائسين ، وضحكُ أبناءِ الصفاء

***
نَبَذَتْهُ ضوضاء ُ الحياةِ فمالَ عنها وانفرد

فغدا جماداً لا يَحِنُّ ولا يميلُ إلى أحد

***
وغدا غريباً بين قومٍ كانَ قبلاً منهمُ

وغدوت بين الناس لغزاً فيه لغزٌ مبهمُ

***
يا نهرُ ! ذا قلبي أراه كما أراكَ مكبَّلا

والفرقُ أنَّك سوفَ تنشطُ من عقالِكَ ، وهو لا
***






  رد مع اقتباس