أنتهز فرصة التيار في المقهى فأكتب ما تيسر-فاعذروني-ولكم كل الود
إلى من يهمه الأمر
نَزَلْتَ على خرائبهـا غُرابـا
فَعَمَّ الشـؤمُ وازدادت خرابـا
**
فلا شورى أَتيـتَ بهـا إلينـا
ولا خُضْنا لمنصبـكَ انتخابـا
**
صَنَعْتَ لنا من الأشـواكِ زاداً
وأَترعتْ الكؤوسَ لنـا عذابـا
**
وقد كانت لنـا قبـلاً ربيعـاً
فلمـا جِئْتَهـا صـارت يبابـا
**
أتيتَ لتبعـدَ السكيـنَ عنهـا
فحينَ نزلتَهـا مُلِئَـتْ حرابـا
**
حملنا عنـك أَوزارَ الخطايـا
وعايشنا المتاعـبَ والصعابـا
**
ركبتَ الموجةَ الهوجاءَ حُمْقـاً
فأغرقتَ السفينـةَ والصحابـا
**
فمن أعطاكَ بالفتـوى زمامـاً
لِتجعلَنـا لمـا تهـوى ركابـا
**
فَعَنْ جهلٍ تـزجُّ بنـا وقـوداً
وتغرس في ضمير الشعب نابا
**
فَمِنْ بلـواكَ أن زدنـا شتاتـاً
ومن فتواك نـزداد اغترابـا
**
حملناهـا هويتـنـا وطُفْـنـا
فلم تفتـحْ لنـا الأقـدارُ بابـا
**
وَخُضْنا لُجّةَ الأسفارِ عمـراً
لعل الكـونَ يمنحُنـا انتسابـا
**
تَمُـرُّ بنـا الليالـي حالكـاتٍ
وذي الأيامُ تفقدُنـا الصوابـا
**
فلا أمـلٌ يَـرِفُّ لـه جنـاحٌ
ولا بُشرى تَزُفُّ لنـا الإيابـا
**
فكم شربَ الأَديمُ لنـا دمـاءً
وكم مضغَ الترابُ لنا شبابـا
**
فكان حصادُنا منهـا هشيمـاً
وكان شرابنـا سُمّـاً وصابـا
**
كأنـا كلمـا هَـدّوا عـمـاداً
نَظَرْنا فيكَ وازددنـا ارتيابـا
**
وأسألُ كلمـا اكتظـتْ قبـورٌ
عـلام تعـودُ منتفخـاً ثيابـا
**
وأَعلمُ أن بطنَ الأرضِ خيـرٌ
إذا لم نفتحْ الماضـي حسابـا
**
سَيَفْهَمُ كل من غَضّوا عيونـا
عن الأوغادِ أو آخوا الذئابـا
**
بأنّ عواصفَ التاريـخ يومـاً
ستغشاهم-وتَذْروهـم تـرابـا
