الموضوع: مملكة كندة
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-08-2014, 06:47 AM   رقم المشاركة : 2
أديب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبدالله علي باسودان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: مملكة كندة

مملكة كندة

(2)


الثالث : عمرو المقصور الكندي:

هو عمرو بن حجر بن عمرو تولى الملك بعد أبيه وعرف بالمقصور لأنه قصر على ملك أبيه أي اكتفى بما تركه له أبوه من الملك ثم لم يتلقب بلقب ملك بل اكتفى أيضاً بأن يدعى سيد كندة. وتولى معاوية الجون (الأسود أخو عمرو اليمامة) وحسنت سياسة عمرو المقصور نحو اليمن فتزوج بنتاً لحسان بن تبع أسعد الأكبر وحسنت صلاته بالغساسنة فتزوج هند الهنود بنت ظالم بن وهب (وكانت أختها ماريا زوجة للحارث الأكبر الغساني فيما قبل) ثم تقرب إلى القبائل التي كان يحكمها في نجد فتزوج أم إياس بنت عوف بن محلم الشيباني من بكر بن وائل .
وكذلك كانت صلات عمرو المقصور بالمناذرة حسنة فقد تزوج الأسود ابن المنذر ملك الحيرة بنتاً لعمرو فولدت له النعمان بن الأسود الذي حكم الحيرة أربع سنوات وظلت اليمن تعين آل كندة على حكم نجد، ولكن آل كندة كانوا يضعفون في ذلك الحين وظهر وائل بن ربيعة المعروف بكليب وائل في بني تغلب فانتزع من عمروالمقصور السيطرة على جميع قبائل ربيعة بن نزار فلم يبق لعمرو سلطان إلا على كندة وحدها، كما كان الشأن قبل أيام حجر والد عمرو ويبدو أن قبائل ربيعة انحازت إلى كليب من تلقاء نفسها.
وفي رواية في المفصّل تاريخ العرب قبل الإسلام يقول المؤرخون أن ربيعة حينما قصرت عمرا عن ملك أبيه، استنجد عمرو المقصور (مرثد بن عبد ينكف الحميري) على ربيعة فأمده بجيش عظيم فالتقوا بـالفنان، فشد عامر الجون على عمروالمقصور فقتله.
ويوجد رواية أخرى أن علاقة عمرو المقصور بالغساسنة كانت علاقة عدائية وأن عمرو إنما كان في أحيان كثيرة يكثر من الإغارة على بلاد الغساسنة، فتلقاه الحارث بن أبي شمر الغساني في إحدى هذه الغارات وهزمه وقتل.

الرابع : الحارث بن عمرو بن حجر الكندي:

وقد نجح الحارث في مد نفوذ كندة حتى الحيرة في الفترة من 524م إلى 528م بموافقة كسرى قباذ وقبل أن ينتهي القرن الخامس الميلادي قبل 125ق.هـ كان ملوك اليمن لا يزالون يعينون آل كندة. وكان على عرش فارس قباذ بن فيروز (488م-531م) وفي الحيرة المنذر بن ماء السماء ، وفي الشام الحارث بن جبلة الغساني. وكان إمبراطورالروم أنسطاسيوس الأول (491م-518م) وكانت بلاد الروم خاصة مشغولة بالقلاقل الداخلية وبالمؤامرات على العرش، وبالنزاع الديني الذي كان حرباً كلامية فأصبح حرباً بالسلاح بين الحزب الحاكم والأحزاب الباقية، وكذلك كانت قبائل البلغار والصقالبة قد بدأت تتغلغل في التخوم الشمالية للإمبراطورية ، وكان الحارث بن عمرو قد أرسل (نحو عام497م) جيشاً بقيادة ابنه حجر لغزو فلسطين، ولكن ( رومانوس (الحاكم الرومي في فلسطين هزم حجراً ، وقد كان الحارث بن جبلة الغساني قد سار في نحو ذلك الحين إلى غزو فلسطين أيضاً فأسره رومانوس.
الحـارث الكندي يحكم الحيرة :
ويرجع السبب الذي دعا قباذ إلى استعمال الحارث على الحيرة في رأي ابن الأثير إلى أن مزدك دعا الناس إلى الزندقة في عهد قباذ بن فيروز، فأجابه قباذ إلى ذلك، وأراد قباذ أن يحول المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة معه إلى المزدكية فامتنع عن ذلك، فعزله قباذ ونصب الحارث بن عمرو الذي كان قد أبدى قبولاً للمزدكية، ولما ملك الحارث الكندي الحيرة بين عام (524م-528م) فرق أبناءه في القبائل (جعلهم ملوكاً على القبائل : جعل حجراً (والد امرئ القيس) على بني أسد بن خزيمة وعلى غطفان، وجعل شرحبيل على بكر بن وائل بأسرها وعلى عدد من القبائل الأخرى، وجعل معد يكرب (وكان يلقّب "غلفاء" لأنه كان يغلف رأسه بالطيب) على قيس عيلان وطوائف من غيرهم ، وجعل سلمة على بني تغلب بن وائل والنمر بن قاسط وعلى بني سعد بن زيد مناة من تميم.
ويروي ابن خلدون رواية لهشام بن محمد قال فيها أن العرب انتهزوا فرصة ضعف قباذ وتوثبوا على المنذر الأكبرابن ماء السماء وهو ذو القرنين ابن النعمان بن الشقيقة، فخرج المنذر هارباً منهم حتى مات في إياد، وترك ابنه المنذر الأصغر فيهم، واستدعى عرب الحيرة الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار فملكوه على بكر بن وائل وحشدوا له وقاتلوا معه وكان المنذرقد طلب من قباذ أن يمده بجيش، فامتنع عن مساعدته فكتب المنذر إلى الحارث بن عمر ويطلب منه بأن يسمح له بأن يضمه إليه، فحوله الحارث إليه وزوجه ابنته. وفي رواية لابن الكلبي أن النعمان بن المنذر بن امرئ القيس لقي مصرعه في المعركة التي دارت بينه وبين الحارث بن عمرو الكندي وأن المنذر ابن النعمان وأمه ماء السماءأفلتا وأصبح الحارث يملك ما كانوا يملكونه .
وطمع الحارث في مد نفوذه في العراق على حساب الفُرس بعد ما رآه من حالة الضعف التي آل إليها ملوكهم، فطمع في ضم إقليم السواد بأرض العراق، فأمر عسكره بأن يقطعوا الفرات ويشنوا الغارة على السواد، فيما وراء الفرات، وبلغ قباذ الخبر، فأدرك أنه قد أصبح تحت رحمة الحارث وأراد أن يدرأه عن نفسه فاستدعاه إليه وأعطاه ستة طساسيج مجاورة للحيرة، فبعث إلى تبع ملك اليمن يطمعه في بلاد الفرس، فلم يتردد عن تلبية رغبته، ونزل الحيرة وحارب تبع وأخوه شمرذو كسرى قباذ وهزماه.
وقد جاء المنذر الثالث وتتبع الحارث الكندي وأهله حتى أسر إثني عشر أميراً من بني حجر بن عمرو ثم قتلهم في دير بني مرينا بين دير هند والكوفة في العراق.
إلا أن هناك رواية تذهب إلى أن المنذر قد لحق بالحارث في أرض كلب فهرب الحارث تاركاً ماله وإبله فانته بها المنذر، وأسر ثمانية وأربعين من بني آكل المرار- من بينهم عمرو ومالك ولدي الحارث- فأمر المنذر بهم فقتلوا في ديار بني مرينا.
على أن رواية ثالثة تذهب إلى أن الذين قتلواالحارث إنما هم بني كلب بينما تذهب رابعة أن الحارث خرج يتصيد فرأى جماعة من حمرالوحش فشد عليها وانفرد منها حماراً فتتبعه وأقسم ألا يأكل شيئاً قبل كبده فطلبته الخيل ثلاثة أيام حتى أدركته، وأتى به وقد كاد يموت من الجوع ثم شوي على الناروأطعم من كبده وهي حارة فمات. ولا تخلو الروايات المتعلقة بموت الحارث ونهايته من مؤثرات العواطف القبلية التي صبغت كل الأخبار التي يرويها الإخباريون بهذه الصبغة، فكلب تدعي أنها هي التي قتلته وكندة تنكر ذلك مدعية أنه مات كما يموت سائر الناس وأهل الحيرة يقولون أنهم هم الذين قتلوه.







  رد مع اقتباس