وطنان
القدسُ قدسي والشآمُ شآمي=حتى وإنْ سَحقَ الطغاة ُعظامي
مِنْ طين ِغزةَ يا دمشقُ قصائدي=ومِن التغرِّب ِيا شآمُ خيامي
ستونَ عاما والكلابُ تعضني=والسيفُ خلفي تارة ًوأمامي
لكنني لمْلمتُ كلَّ أظافري=وجمَعتُ مِن بين الركام ِحطامي
وبنيتُ قصرا مِن لآلىء مُهجتي=لتنامَ فيه حبيبتي ومرامي
كلُّ الصخورِ كما تريْنَ طحنتُها=وصنعتُ من وجع ِالفراق طعامي
هذا الذي في الصدرِ ينبضُ دافئا=القدسُ فيه مَصونةٌ وشآمي
أنا يا شآمُ على شفاهك قبلةٌ=تحكي ليالي صَبوتي وغرامي
حوريتي- والبحرُ أخبرني ضحىً=أنَّ الصباح َمُبعثرَ الآلام
وطنان ِفي صدري وقلبٌ واحدٌ=فمتى تحُط ُّعليهما أحلامي
أنا ما ضللتُ عن الهوى لكنني=أعلنتُ في فلق ِ الضحى إسلامي
لا تحسبي عهدَ الغرام قصاصة ً=تُمْلى وتُمْحى في يد ِ الأيام ِ
عهدُ الوفاء حفرْته في خاطري=ليعيشَ حبُّك في دمي وعظامي
أبدا لغيرك ِما تداعتْ أحرفي=فتمددي في مُقليَّ ونامي
أنا إنْ كتبتُ لك ِالقصائدَ كلَّها=هذا لأنك ِذمتي وذمامي
فإذا الليالي أسْلمَتني للنوى= فلِمَنْ أحبُّ – محبتي- وسلامي
أودعتُ في –أروادَ- كلَّ قصائدي=وتركتُ فيها مُهرتي وزمامي
طرطوسُ يا- أروادُ -تدري أنني=فيها غزلتُ قصائدي ووسامي
لا تفزعي إنْ طاف بي كفُّ النوى=فهواك ِ عندي قِبلتي وإمامي