مرَّ قطار صحبك
ــ
شعر : علي عزوزي أيمنان
ــ
أإلى غد تعدو ووهمك جائــرُ
والحظ من رغبات ظنك عاثرُ
ويداك لم تمسك خيوط قصيدة
ظلت بسيف الطامحين تناور
الخيّـرون تحزَّبوا وتمزّقوا
فرقا فما أجدى حجا وتحاور
والصبر غالبهم فلما استيأسوا
هربا إلى بـر النجـاة تقاطــروا
فتحوا دروب الموت خلف حدودهم
فرمت بهم نحو الضياع معـابــر
فقدوا الديار وعز ما جادت به
جيد المهـا وتقلّـدتـه حرائــر
كانوا وكان الأمن طوع ركابهم
والعلم عين والقلـوب بصائــر
والآن ناءت بالدماء عيونهم
فالنوح سجع والحصون مقابر
والليل يجرى نحو أغوار الردى
والرأي حـاد فلا يفيد تشــاور
لم تتفق في الصلح رؤيا جلّهم
فتعددت للمصلحيــن مصــادر
كل يرى الحق السليــب بجنبه
لما تنـازعت الطلول دوائـــر
فشلت مساعي الطيبين ولم يعد
إلا الذي نشد الوفــاق يبادر
ماذا تقول وبالشعــور مسالم
كتمت هداه المستغيث سرائر
فارجع إلى لغو النقائض برهة
كي لا تسد عن العيون محاجر
واقرأ نشيج العابرين فإن ما
تشدو به لم تستسغه ضمائـر
واجعل من الصبر الجميل ذريعة
واجمع من المنثور ما هو طائر
فكتابك المفقـود ذي ورقـاته
بين الوعـود تمـزق وتناثــر
أمل توارى من سمائك وانتشى
بصباح يومك جاحد ومكابــر
وقطار صحبك مرّ لم يحمل سوى
شعراء منهم صامت ومجاهــر
حتى إذا ركب الجميع ونشّطت
صفارة الإنذار من هو فاتــر
فإذا الدخان يخط من همساتهم
أمـلا له ظل السحـاب ستـائـر
نحو المقدر لا يحيــد طريقٌـه
جفت بما نزف القريض محابــر
وسرى القضاء كأنه ماض جرت
من قبل ركبـان به وعسـاكـر
فارحم بكاءك لا تنح عما جرى
ما الحزن يخفى إن تبسم شاعـر
***